Qimah al-Zaman 'inda al-'Ulama

Abdul Fattah Abu Ghuddah d. 1417 AH
100

Qimah al-Zaman 'inda al-'Ulama

قيمة الزمن عند العلماء

Daabacaha

مكتب المطبوعات الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

العاشرة

Goobta Daabacaadda

حلب

Noocyada

صوارف الفتور والملل، ولكل جسم صلاح، ولكل نشاط مفتاح، ولا يخفى ذلك على الحريصين النبهاء. لزوم الاشتغال بالمهم وتقديمه على غير المهم قال الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: «والعلم كالبحار المتعذر كيلها، والمعادن التي لا ينقطع نيلها، فاشتغل بالمهم منه، فإنه من شغل نفسه بغير المهم، أضر بالمهم». انتهى. وهذا ما أشار أليه العباس بن الحسن العلوي، - وكان أحد العلماء العقلاء النبهاء، والأذكياء البلغاء الشعراء، وكان في صحابة الخليفة هارون الرشيد والخليفة المأمون بعده (١) - في نصيحته الغالية التي أستحسن أن أوردها بتمامها، لما حوت من عميق الفكر وبليغ القول. وصية العباس العلوي في تقديم الأهم على الهام قال العباس رحمه الله تعالى: «اعلم أن رأيك لا يتسع لكل شيء، ففرغه للمهم. وأن مالك لا يغني الناس كلهم، فخص به أهل الحق. وأن كرامتك لا تطبق العامة - أي لا تعمهم وتتسع لهم -، فتوخ

(١) قال الخطيب في «تاريخ بغداد» ١٢٦:١٢ «وهو من أهل المدينة، قدم بغداد في زمن هارون الرشيد، وأقام في صحابته، وصحب المأمون بعده، وكان عالما شاعرا فصيحا. - ولم يذكر سنة وفاته -، قال عبد الله بن مسلم: جاء العباس بن الحسن، إلى باب المأمون، فنظر إليه الحاجب ثم أطرق، فقال له العباس: لو أذن لنا لدخلنا، ولو اعتذر إلينا لقبلنا، ولو صرفنا لا نصرفنا، فأما اللفتة بعد النظر فلا أعرفها! ثم أنشد: وما عن رضا كان الحمار مطيتي ولكن من يمشي سيرضى بما ركب!» ثم ذك ذكر الخطيب في ترجمته وصيته ونصيحته الآتية، وهي من أبلغ النصائح وأنفعها.

1 / 106