218

Qiladat Nahr

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

Daabacaha

دار المنهاج

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

جدة

Noocyada

وهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب، وكان ﷺ خطبها أولا لمولاه الذي أعتقه وتبناه زيد بن حارثة الكلبي، فكرهت زينب وأخوها عبد الله بن جحش، فأنزل الله: ﴿وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ،﴾ فلما سمعا ذلك .. رضيا، وجعلا الأمر إلى رسول الله ﷺ، فأنكحها النبي ﷺ زيدا، فمكثت معه حينا، ثم جاء إلى النبي ﷺ يشكوها ويستشيره في طلاقها، فقال له ﷺ: «أمسك عليك زوجك واتق الله» (١)، وكان النبي ﷺ قد أخبره ربّه ﵎ قبل ذلك أنها ستكون من أزواجه؛ فلذلك عاتبه تعالى بقوله: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ﴾ بالإسلام ﴿وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ﴾ أي: بالعتق ﴿أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ﴾ أي: تخفي في نفسك ما كان الله أعلمك من أنها ستكون زوجتك، فطلقها زيد، فلما انقضت عدتها .. أرسل إليها زيدا يخطبها للنبي ﷺ، فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، فدخل عليها رسول الله ﷺ من غير إذن (٢)، فكانت تفتخر على أزواج النبي ﷺ؛ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات، وعند بنائه ﷺ بزينب بنت جحش نزل الحجاب (٣). وفي هذه السنة: ركب ﷺ [فرسا] إلى الغابة فسقط عنه، فجحش [فخذه] الأيمن، فأقام في البيت أياما يصلي قاعدا، وعاده أصحابه يصلون وراءه قياما، فأمرهم بالقعود، فصلّوا خلفه قعودا (٤)، ثم نسخ ذلك في مرض موته ﷺ؛ صلّى قاعدا والناس وراءه قياما (٥). وفيها: غزا ﷺ دومة الجندل، واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، ورجع ﷺ من الطريق قبل أن يصل إليها (٦). وفيها: غزا ﷺ بني لحيان من هذيل بن مدركة؛ لطلب الثأر لخبيب بن

(١) أخرجه البخاري (٧٤٢٠)، وابن حبان (٧٠٤٥)، والترمذي (٣٢١٢)، وغيرهم. (٢) أخرجه مسلم (١٤٢٨)، والبيهقي (٧/ ٥٦)، وأحمد (٣/ ١٩٥)، وغيرهم. (٣) أخرجه البخاري (٤٧٩١)، ومسلم (١٤٢٨). (٤) أخرجه البخاري (٦٨٩)، ومسلم (٤١١). (٥) أورده البخاري بعد حديث رقم (٦٨٩) من قول الحميدي. (٦) أخرجه البيهقي في «الدلائل» (٣/ ٣٨٩)، وانظر «سيرة ابن هشام» (٣/ ٢١٣)، و«تاريخ الطبري» (٢/ ٥٦٤).

1 / 227