والثابت عن ابن تيمية استمالة ترجيحه على غيره بل امتناع مماثلته ومساواته لغيره في الحفظ وقد علم مما سبق انحراف الذهبي ذهب الله بنوره أيضا عن أهل البيت - عليهم السلام - حيث أنه بعد أن التزم في كتاب الميزان أن يذكر كل من تكلم فيه أئمة السند بتليين ما وأن لا يشذ عنه أحد مما ذكر في كتاب البخاري وابن عدي في الرجال استثنى منهم الصحابة والأئمة الأربعة، يعني أبا حنيفة، وأحمد بن حنبل، والشافعي ومالكا.
وقال: إنهم وإن تكلموا فيهم لكني لا أذكرهم في كتابي هذا لجلالتهم في الإسلام (1).
ومع هذا تعرض لذكر الصادق صلوات الله عليه في هذا الكتاب، وأما استثناءه فيمن استثنى فيدل على أن الذهبي لم يعتقد مساواته لمالك وأبي حنيفة مثلا في الجلالة والعظمة.
ويدلك هذا وأمثاله على أن أعاظم قدمائهم وعلمائهم لم يزالوا منحرفين عن أهل البيت - عليهم السلام -، وأن ما تصدى جماعة من متأخريهم لإثباته من أنهم لم يزالوا من أهل الولاء لهم والتمسك بحبلهم والإستناد إلى أخبارهم وبذل أموالهم وأنفسهم في سبيل مودتهم إنما هو أكاذيب لفقوها فرارا عن إلزامات الشيعة لهم.
هذا الذهبي على إمامته وجلالته عندهم تأنف من ذكر الصحابة في كتابه،
Bogga 42