فإنا صرنا في زمان لم يبق من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، والتغني به في المحافل، والاستخفاف بأحكامه، ووعده ووعيده، وإنكار الأحكام الشرعية، ومعارضتها بالقوانين الوضعية، وإنكار أهل بيت النبي، والاستخفاف بهم. وهم زمام الخير وقادته، وأئمة الحق وخاصته، سفن نجاة الأمة، وباب حطتها وأمانها من الإختلاف في الدين، وهم أعلام هدايتها، وثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبقيته في أمته. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قدموهم ولا تقدموا عليهم ، وتعلموا منهم ولا تعلموهم ، ولا تخالفوهم فتضلوا ، ولا تشتموهم فتكفروا.» . وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصفهم: «فأين تذهبون، وأنى تؤفكون، والأعلام قائمة والآيات واضحة، والمنار منصوبة، فأين يتاه بكم، وكيف تعمهون، وبينكم عترة نبيكم، وهم أزمة الحق، وأعلام الدين، وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، وردوهم ورود الهيم العطاش.». ويقول في موضع آخر: «انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم، واتبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردى، فإن لبدوا فالبدوا، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا.». وقال في موضع آخر: «هم عيش العلم، وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم، وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحق، ولا يختلفون فيه، هم دعائم الإسلام، وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق في نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لا عقل سماع ورواية، فإن رواته العلم كثير، ورعاته قليل.». وقال في خطبة أخرى: «نحن شجرة النبوة، ومحط الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعادن العلم، وينابيع الحكم، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة، وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة.». وله عليه السلام الكثير، والكثير في أهل البيت عليهم السلام، نكتفي منه بهذا القدر.
Bogga 23