Transcription of MS Bibliothèque nationale de France Arabe 2309 folios 115b-122b
قول على السر المخزون والعلم المضمون من باطن رسالةالجامعة من رسايل اخوان الصفا
بسم الله الرحمن الرحيم
فصل في معرفت الاصل الجامع لجميع الفضايل
Bogga 115
اعلم ايدك الله وايانا بروح منه ان هذا الاصل هو الذي من اجله خلقت السموات والارض وما فيها وما بينهما وهو الحق الذي قال الله تبارك وتعالى ما خلقنا هما الا بالحق وهو الصورة المتممة والمقومة لدات كل شي وانه متي عدمه الانسان لا يستحق الاسم الواقع به الا بالاشاره اليه كما قال الله تغالي وتراهم ينظرون اليك وهم يبصرون b ولا علم عندهم وقال الله عز وجل ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا لجهالاتهم وغفلتهم ومن لا عقل ولاعلم عنده ومن لا علم عنده لا عباده له ومن لا عباده له لا رب له لانه لو كان له رب يعرفه لعبده ووحده فالبرهان ان الخلقة كلها والقطره باسرها العقل والعلم خلقت ومن اجله ابدعت بالعلم يعرف جود الله تبارك وتعالي ويصح وجوده ومعرفت الحقايق موجوداته ومبتدعاته واعلم ان تشخيص هده البازهم الفاضل حتي يظهر الجسم وتدركه الحواس الخمس هو صعب المرام الا علي المرتاضين بالعلوم الالهيه والحكم العلوية والاشارت الربانيه فاحتفظ به ولا تلقيه الا الي اهله فهو الغرض المقصود وموضع الحكمة وسر الخلقه وهو الامر الدي فوق العقل والنفس ودون الباري سبحانه الا انه امره وعلمه المكنون وسره المخزون منه الكون قبل ان يكون ومنه بدي واليه يعود ولا يمكن القول عليه والاشاره بالبينان اليه في مكان واحد بل نقول وندركه في فصل من هدا المواضع ونر من بالتلويح القريب من التصريح والاشارة القرييه من العباره الله يهدي من يشا الي صراط مستقيم
فصل في معرفت العالم العلوي
Bogga 116
ودلك a ان الحكما الاولين والعلما الالهيين دكرون استقامت الافلاك بالنسبه الفاصله والقسمة العادله والطبايع الدي لا تضاد فيها ولا نقصان وذلك ان الكوكب السبعة وهي الشمس والقمر وزحل والمشتري المريخ والزهرة وعطارد والبروج الاثني عشر فان هده البروج كالاجسام والكواكب لها كالا دواح لروحانياتها وقوها المختصيه وكل واحد منها هو الاهل والسكان وما رتبه الباري سبحانه لها من المراتب العاليه والحدود الساميه زالدوات في العالم الاعلا وان الفلك المحيط حايط بها كلها وانها كلها تسبح فيه قال الله تعالى وكل في الفلك يسبحون وهو الحايط بها والمحرك لجميعها حركه اختياريه بامر باريه جل وعلا قايدة لها تلك الحركة الي ما هوا انفع موصل اليها الفوايد التي تصدر عنها اليها فلما كانت السبعه والاثني عشر موجوده في عالم الافلاك ظاهره للحسن موجوده بالعلم وجب ان يكون فيما دونها مثلها اد كان بالمثل منتسبا اليها وهي له كالاصل وهو كالفرع فكانت الارض التي هي المركز كدلك يوجد فيها سبع اقاليم واثني عشر جزيره يجمع ما علي الارض من الموجودات كلها من الحيوان والنبات والمعادن وما يستقر عليها b ويكون غداه منها فلما كان دلك كدلك صح بالبرهان ان وجود السبعه والاثني عشر فيها نظرنا حينيد الي نبية جسم الانسان فوجدناه مماثلا لهده النسبه مما اسس عليها من جسمه مبنية عليها صورته ودلك انه مركب من سبعه جواهر واثنا عشر تقبا تجمع حواسه كلها ومجاري انفاسه جميعها ثم طلبنا وجود الاصلين الدين هما الامر المعتمد عليه وبهما يكون وجود الشي المشار اليه وظهره من القوه الي الفعل ووجود الفعل وهما الجسم والروح ولما كان الفلك ظاهر الوجود وجب ان يكون جسما ولما كان الفلك حركاته خفيه وجواهره لطيفىه وجب ان يكون بنوع غير النوع الارضي ولما كانت طبيعته معتدله وهيولاه لطيفه وجب ان يكون النفس المتحده به هي النفس الكليه الشريفه الخالصه من الثوايب الطبيعيه والثاثيرات الارضيه ولدلك انه ممتد البقاء دايم الوجود علي الحال الف ضله والجلاله الكامله وكدلك وجدنا الارض وما دون فلك القمر جسما وروحا فالدي بالجسم اشبه بالماء والتراب والدي هو بالروح المشبه بالنار والهوي وكدلك الصورة الانسانيه دات طبيعه وجسم وروح ونفس ولما كان a جسم الانسان صفوه اللطبايع لما يتناوله من لطايف غداها بتوسط النبات والحيوان بينه وبينهما وجب ان يكون نفسه وروحه الطف واشف من الهوي والنار والبسط لما كان التضادد والخلف والازدواج موجوده في المخلوقات باسرها مظردا عليها باجمعها لتكون الجلالة وخالص التوحيد السموات وكيف يكون وجود فعله في الكوكب والبروج فرينا النحس والسعد والعقدتين اللتين هما الراس والذنب بهما كسوف الشمس والقمر واختراق الكوكب ثم طلبنا في مركز الارض والشخص الجزوي فراينا البرد واليبس ثم طلبنا في الجسم الانساني والشخص البشري فرايناه سوء المزاج وصلاحه وما يحدهة من فعل النفوس من فعل الخير والسر فلما صحت هذه الاشخاص في الوجود بالحسن والبرهان بقي وجود الانسان الرابع وهو الصراط الخفي والسر الدقيق وهو العلم الدي رتب الاشيا كلها وطلبنا وجود الاالت والاشخاص التي بدامتها وصدد عنها وذكرة الحكما والعلما ان العلم قايم بسبعة اشخاص فاضله كاملة كاينة في سبعة اوقات يظهر مع كل واحد منهم من قوة روح القدس ما يكون b بعد الاخبار عن الاشيا كلها وان كل واحد منهم اذا ظهر في زمانه اقام ايداع رسالته واظهار بيان موعضته وتعليم ايامه وصفاته معجزاته اثنا عشر رجل من اجل اصحابه واقاربه واهل بيته ليبلغو عنه ما ارسل به الي امته ويعينوه في اظهار دعوته ثم ينبت من كل واحد منهم رجال لا تحصي عددهم الا الله سبحانه وتعالى كما ينبت عم قوي روحانيات الكواكب السبعة والاثنى عشر برجا من الملايكة والجنود وما يبدو عنهم ومنهم والضعة المتقنة قايمة بالحكمة صراطا محمودا بين الجنة والنار وذلك ان الله تبارك وتعالى لما ركب العالم العلوي وجعل الافلاك سبع طبقات موكبه بعضها في جوف بعض وجعل في كل طبقة منها حمهسا من الملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون فكذلك وجدنا تركيب جسد الانسان من سبعة جواهر بعضها فوق بعض وجعل في كل واحد منها من القوي النفسانية الحركة الجية الدايمة النبض والتحريك لا تفتر ولا تهدي ليلا ولا نهارا الى وقت الموت وكل قوة منها مختصة بعض من اعضايه تظهر به ومنه افعاله واعماله وجعل تركيب الجسد شبه تركيب الافلاك بالكمية والكيفية مجميعا لان الافلاك سبع طبقات والانسان مجموع من سبع جواهر مماثله لها وهي العطام والمخ فيها a وفي المخ قوة الجسد والعروق وفيها النبض بسريان الدم والعصب والجلد واللحم والظفر والشعر وكل جوهر بينها يزيد وينموا ويخلف عوض ما يفني ما دامت الروح سارية فيه والغدا والمادة متصلة وكل قوة تعمل في كل عضوء خلاف ما تعمله قوة اخرى في عضوء اخر ليكون به تماسك اجزايه ويستوي بقاوه كذلك في كل فلك من الافلاك ملايكة الله سبحانه يسبحون بالليل والنهار ويكون ارجاء السموات واطباق الافلاك يفعلون ما يومرون وكل منهم في مقام معلوم ولما كان الفلك مقسوم بابثي عشر برجا كذلك الجسد له اثنى عشر تقبا مماثله لها وهي العينان والادنان والمنخران والسبيلان والتديان والفم والسرة ولما كانت البروج ستة منها جنوبيه وستة شمالية كذلك قسمت هذه التقب في جسد الانسان ستة في الجانب الايمن وستة في الجانب الايسر مماثلة له بالكمية والكيفية جميعا ولما كان في الفلك سبع كوكب سيارة تجري باحكام الفلك في الكاينات كذلك وجد في الجسم سبع قوي فعاله بها يكون صلاح الجسد ولما كانت هذه الكواكب دوات نفوس واجسام وافعال روحانية في النفوس كذلك جعل في جسد الانسان سبع قوي جسمانية وهي القوة الجاذية والقوة b الماسكة والقوة الهاضمة والقوة الدافعة والقوة الغادية والقوة النامية والقوة المصورة وسبع قوي اخر روحانية وهي القوة الحاسة عني الباصرة والسامعة والذايقة والشامة واللامسة والقوة العالمة والقوة العاقلة فالقوي الحاسة منها شبه الكواكب في الخمسة والقوة الناطقة تشبه القمر والقوة العالمة تشبه الشمس والنيران لكل واحد منهما بيت واحد كذك وجد لها القوة بنية الجسد مجرابين احدهما في الجانب الايمن والاجر في الجانب الايسر فالقوة الماظرة مجراها العينان والقوة الشامة مجراها المنخران والقوة اللامسة مجراها في اليدين والقوة السامعة مجراها في الدنين والقوة الشهوانية مجراها في الفم والفرج فالفم بالجانب الايمن اشبه والفرج بالجانب الايسر اشبه فاما القوة الناطقة مجراها في الحلقوم الى اللسان والعاقلة كنسبة القمر الى الشمس وكذلك ان القمر الناطقة الى العاقلة كنسبة القمر الى الشمس وكذلك ان القمر من الشمس ياخذ نوره بجريانه في منازله الثامنة العشرين منزلة كذلك القوة الناطقة من العقل تاخذ معاني المعلومات بجريانها في العلوم فتعبر عنها بثمانيه وعشرين حرفا a ومنزلة الثمانية وعشرين حرفا فالقوة الناطقة بمنزلة التمانية وعشرين منزلة وفي هذا الفصل يا اخي سر دقيق وبحر عميق من مكنون العلم اذا تاملته واعتبرته وعملت له واعملت فيه فيه الروية بجودة الفكر واعانك الله على التوفيق فانك تجد الشيا الكامنة وجودا تطمن به نفسك وتسكن اليه روحك فتنبه وتيقظ لعلك تعرف به عقلك المكتسب ونفسك الحابطة بك وما المعاد والمنقلب والله يوفقنا واياك الصواب
فصل
Bogga 119
ولما كان في الفلك عقدتان ظلما نيتان وهما الراس والذنب وهما خفيا الذات كالافعال التي هي صلاح بنية الجسد وصحت اذ خال المراج سوء المزاج وكذلك اذا صح مراج الاخلاط استقام الجسد و صحت اعضاوه ومفاصله واستقامة احوال النفس وجرت على الامر الطبيعي واذا فسد المراج اضطربة البنية وعدلت افعال النفس عن السداد واخر ما يكون نحوس العقدتين عن النيرين الاعظمين الشمس والقمر لانهما لا سباب في كسوفهما كذلك اضر ما يكون سو المزاج على القوة الناطقة والقوة العاقله لانه يعوقهما عن افعالهما والعينان في الجسد مناسبتان b لبيتي المشتري في الفلك والادنان مناسبتان لبيتي عطارد في الفلك والمنخران مناسبان لبيتي المريخ في الفلك والتديان مناسبان لبيتي الزهرة والسبيلان مناسبان لبيتي زحل والفم مناسب لبيت الشمس والسرة مناسابة لبيت القمر لانها كانت بيت الغدا في الرحم قبل الولادة والقمر باب الغدا بعد الولادة والسبيلان مقابلان لهما كمقابلة بيتي زحل وكما ان في الفلك بروج حدود ووجوه ودرجات لها اوصاف متخلفة والوصاف يطول شرحها ولما كان تحت فلك القمر التي هي قوام الاشيا المتلولده التي هي الحيوان والنبات والمعادن كذلك وجد في بيت الجسد اربعة اعظاء اولها تمام جملة الانسان الراس تم الصدر ثم البطن ثم من جوفه الى قدمه فهذه اربعة موازنة لتلك الاربعة فالراس موازي لركن الما وجوفه الى قدميه موازي لركن الارض فراسه للنار من جهة شعاعات بصره ودقة حواسه وما يتصاعد اليه من بخاراة انفاسه وصدره يشبه ركن الهوي وترداده فيه مرة الى خارج ومرة الى داخل ومرة يسكن ومرة يتحرك وبطنه يشبه الما لما فيه من الرطوبات a
Bogga 120
وانه ربما حكم على الشي فانه يصفه فلا يصدقه ويكون الامر بخلاف من ذلك من جابرت السفر حبل الذي لا شك فيه في انه يعقد الطبع المتطلق فيبقي منه ليس به اسهال (ويطلق الطبع المنقد فيسهله ) فاسهله فيحير العقل في ذلك ولم يدري من اين حصل فيه ذلك الخلاف لما في قضيته فقال الذي جاية اني جعلت فيه سقمونيا فعند ذلك بانه له من اين صارت له تلك الخاصية فصار العقل محتاج في ذلك الي البيان والعلم لذلك هذه الاشيا يفعل بخواصها ما يحتاج العقل ان يستعين بالمعرفة ان هذه الاشيا انما ذكرتها العلما ووصفتها الحكما تقويه للوهام حتى ينطبع النفس بصور ازالت ذلك الوجع فاما نحن هانا لا نري ان ذلك كاين الا بالمخاطية وفعل الطبيعة من داخل الجسد والادهان واللطوخات والاشيا الى لها قوة نافدة من خارج الجسد الى داخلخ ولعمري ان من هذه العروق والحشايش ما يكون لها روايح تمازج الانفاس فتتصل بالطبيعة فتقويها على دفع الدا العارض بها والمثال في ذلك ان رايحة المسك تضر من به الصفرا وتنقعه رايحة الكافور وعلى مثل ذلك تفعل الاشيا بخواصها واعلم يا اخي ان روحا نيات الكواكب اذا انحطت الى العالم بما ذكرناه او لا فيما تقدم وابرزت مواليد الاشيار بطت بكل طبيعة مختصة بكل نبات وكل حيوان ما يشاكلها فيظهر منه ما كان مستودع فيها بحسب طبيعة السعد a والاعتدال والمضرة يا اخي انه ربما كانت الاشيا تفعل في الاجسام بالوا نها اذا انظر الانسان اليها بعينه واوصلت بنظره من خاطيتها ما يتصل بطبيعة نوع ما من الحزن والفزع والعلة والالم والفزع والخوف مثل محبة الذهب والفرح به اذا ننظر اليه ووصل اليه والفضته وما شاكل ذلك من الجواهر وكالفزع من السيف السلاح اذاهب عليه منه انواع والفزع من الما الاسود والكربة والمكان المظلم لوحشته ومحبتة الصور البهية والاشيا الحسنة ولو قيل لنا ان في الدنيا حجر يتحرك ابى حجر متله حركت ينتقل هو بدابة من مكان الي مكان من غير ان يسمه انسان او حيوان لكنانكة به حتى رينا الحديد وحجر المغناطيس وجدة الحركة في الحديد حتى يتخيل الانسان انه قد صار حيوان والحركة والحياة وكذلك الرصاص وما يفعله وحجر الماس من انه يكسره ولا يكسره الحديد وكالطاف الذي لا يحرقه النار ولايسرع فيه وكالحوت الذي من امسكه جدرة يده ورتعدة حواسه وكل هذا لو لم ندركه لا نكرناه عقلا واعلم يا اخي انه لا يحيط بسر الطبيعة الامن كان مويدا بالتاييد النفساني وقد خرج بداته عن داهت الطبيعة الحسيه فهو يتامل اعمالها ويري افعالها وهذه منزلت اوليا الله العرفين به ولم يرغبو في جواهر الطبيعة الفانية فتامل ما ذكرناه ان شا الله تعالى واعلم ايدك الله ان الله جعل القوي b الطبيعة متحركة بمواد النفس الكلية فهي بها ومنها نظرا افعالها واعمالها فلذلك صارة المكونات من المولدات وساير المو صوفات من المعادن والحيوان والنبات فيها اشيا متحاسنه دونهم اشيا كثيرة يكون بها الضرر فيها عم من المنفعة ولو فعلوا ذلك لم يكونو حكما فيكون لحكيم الحكما وخالقهم وموجودهم ان يكون فعل ما يودي الى ضرر او لعله معنى الا لقصد فساج ما خلقه والاضرار بما اصلحه جل وعز ان ينسب الى ذلك وهو يقول جل من قايل وما خلقنا السموات والارض وما بينهما لاعبين وقال ما خلقنا ذلك الا بالحق واذا تاملت هذه الحكمة وعرفت ريت حقيقة السحر وبانت لك الاشيا بحقايقها ولعلمت كيف سحر نفوس الناس وتصير نصبو اليك القلوب فانتبه يا اخي من نوم الغفلة ورقده الجهالة وايقض من قدرات عليا من الغافلين يحصل لك بذلك النفع العاجل والخير الواصل في الدنيا بلغك الله مبارك الاخيار المعطفين ورقاك الى منازل الملايكة المقربين وايانا وجميع اخواننا من المومنين برحمته a انه ارحم الرحمين والاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم تمت الرسالة ولله الحمد والمنا وصلوته على سيدنا محمد واله وصحبة وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب وغالمين
Bogga 122