Qawaaniinta Usul
القوانين المحكمة في الاصول المتقنة
Daabacaha
دار المحجة البيضاء، 2010
Noocyada
هذا التركيب كما لا يخفى على من لاحظ النظائر كقوله عليهالسلام : «لا عمل إلا بنية» (1) و «لا نكاح إلا بولي» (2) ، و «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد» (3) ، وغير ذلك (4). فإن القدر المسلم في أصالة الحقيقة إنما هو في مثل : لا رجل في الدار.
وأما مثل هذه الهيئات التركيبية التي نفس الذات ، موجودة فيها في الجملة جزما ، وليس المراد فيها إلا نفي صفة من صفاتها ، فلا يمكن دعوى أصل الحقيقة فيها ، وفيما يشك كونه من هذه الجملة مثل ما أقحم (5) فيه خصوص الصلاة والصيام ونحوهما مما يحتمل فيه هذا الاحتمال السخيف (6) وهو كونها أسامي للصحيحة ، بحيث يمكن عرفا نفي الذات بمجرد انتفاء شرط من شروطها ، بل ومع الشك في حصول شرط من شروطها فهو لا يخرج هذه الهيئة عما هو ظاهر فيه في العرف ، ولذلك تداولها العلماء هذا التداول في مبحث المجمل والمبين ، ولم يحتملوا إرادة نفي الحقيقة والذات إلا على تقدير هذا القول الضعيف ، وذلك ليس لأن الأصل الحمل على الحقيقة ، بل الأصل هنا خلافه ، بل لأن دعوى كون هذه الألفاظ أسامي للصحيحة صارت قرينة لحمل هذه العبارة على مقتضى الحقيقة القديمة التي هي الموضوع له لكلمة لا.
__________________
(1) «الكافي» : 2 / 69 الحديث 1 ، «الوسائل» : 1 / 46 الحديث 83.
(2) «دعائم الاسلام» : 2 / 218 الحديث 807 ، «مستدرك الوسائل» : 14 / 317 الحديث 16813.
(3) «دعائم الاسلام» : 1 / 148 ، «مستدرك الوسائل» : 3 / 356 ، الحديث 3767.
(4) نحو «لا قراءة إلا من مصحف» و «لا علم إلا ما نفع» و «لا كلام إلا ما أفاد».
(5) الإقحام هنا بمعنى الإدخال.
(6) هذا بيان للموصول الذي ذكره في قوله فيما يشك.
Bog aan la aqoon