Sharciyada Boqortooyada

Ibn Mamati d. 606 AH
58

============================================================

منه ، و إنه والله من أهم ما طالعه الملوك، وكتاب قوانين الدواوين صنفه للملك العزيز فيما يتعلق بدواوين مصرورسومها وأصولها وأحوالها وما يجرى فيها، وهو أربعة اجزاء ضخمة، والذى يقع فى ايدى الناس جزء واحد اختصره منه غير المصنف، وان ابن مماتى ذكر فيه أربعة آلاف ضيعة من آعمال مصر ومساحة كل ضيعة وقانون ريها ومتحضلها من عين وغلة، ونظم سيرة السلطان صلاح الدين يوسف، ونظم كليلة ودمنة، وله ديوان شعر؛ ولم يزل بمصر حتى ملك السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب ووزر له صفي الدين على بن عبد الله بن شكر، فحافه الآسعد لما كان يصدر منه فى حقه من الاهانة، وشرع الوزير ابن شكر فى العمل عليه ورتب له مؤامرات ونكبه ، وأحال عليه الأجناد ففر من القاهرة وسقط فى (1) حلب، فخدم بها حتى مات فى يوم لالأحد سلخ جمادى الأولى سنة ست وستمائة (1 عن اثنتين وستين سنة، وكان سبب تلقيب أبى مليح بماتى آنه كان عنده فى غلاء مصرفى آيام المستنصر قمح كثير، وكان يتصدق على صغار المسلمين وهو إذ ذاك

نصرانى، وكان الصغار إذا راوه قالوا مماتي فلقب بها . ومن شعره : (2 تعاتبنى وتنهى عن امور سبيل الناس ان ينهوك عنها (2) أتقدر أن تكون كمثل عينى وحقك ما على أضر منها(2 وقال فى أترجة كانت بين يدى القاضى الفاضل وهو فى معنى بديع : لله بل للحسن أترجة تذكر الناس بأمر النعيم كانها قد جمعت نفسها من هيبة الفاضل عبد الرحيم" (1ه) أما وقد انتهينا من عرض ما جاء فى كتب المؤرخين عن حياة ابن مماتى ، فإنه لابد لنا من سرد بعض ملاحظات عامة نوجه الأنظار إليها ، وأولها أن مؤلف (1) يقابلها بالميلادى * توفبر سنة 1209 م (2) راجع رواية ابن خلكان فيما قبل ص 18 27

Bogga 58