206

Qawacid Fiqhiyya

القواعد الفقهية : المبادئ، المقومات، المصادر، الدليلية، التطور، دراسة نظرية، تحليلية، تأصيلية، تاريخية

Daabacaha

مكتبة الرشد, 1998

Noocyada

المبحث الثالث

تخريج القواعد الفقهية من تراث العلماء ترجع مادة التخريج في اللغة إلى أصلين هما النفاذ عن الشيء . واختلاف لونين(1) . ويبدو من خلال النظر في المعاجم اللغوية ، وتتبع معاني هذه المادة ، أن الأصل الأول ، وهو النفاذ عن الشيء ، أكثر اا. استعمالا في كلامهم ، فالخروج عن الشيء هو النفاذ عنه وتجاوزه ، ومنه خراج الأرض ، أي غلتها . كما أن هذا المعنى هو الأقرب إلى ما نريده اا هنا، فالتخريج مصدر للفعل خرج المضعف ، وهو يفيد التعدية ، بأن لا يكون الخروج ذاتيا ، بل من خارج عنه ، ومثله أخرج الشيء ، ا. واستخرجه، فإنهما بمعنى استنبطه ، وطلب إليه أن يخرج(1) وفي الاصطلاح ا. استعمل لفظ التخريج في طائفة من العلوم ، والذي نريده من معانيه هو استعماله من قبل الفقهاء والأصوليين .

وعند النظر في استعمالاتهم نجدهم استعملوه في معان عدة ، منها ن. إطلاقه على التوصل إلى أصول الأئمة وقواعدهم، التي بنوا عليها ما توصلوا إليه من أحكام في المسائل الفقهية المنقولة عنهم ، وعلى توجيه الآراء المنقولة عنهم ، وتعليلها ، وبيان مآخذهم ، والاستنباط المقيد منها(3 .

(1) " معجم مقاييس اللغة" (175/2).

(2) راجع "لسان العرب " ، و" القاموس المحيط" في مادة "خرج" باب الجيم فصل الخاء .

(3) انظر في ذلك ، كتابنا "التخريج عند الفقهاء والأصوليين" (ص9) وما بعدها .

Bogga 2