238

Xeerarka ku saabsan Dhaqanka Alle

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Noocyada

العارف - أيضا - رؤية مجملة لا يقدر على تفصيلها ، فما النصيب الذي يقوى العارف على تفصيله ? وهو نصيبه من معرفته ? فيقال : وهذا الذي يقوى على تفصيله، وهو نصيبه من ربه - أيضا - ، لا يقوى على الإحاطة بتفصيله ، فمن ذلك : ظهور فردانيته لعين بصيرته، التي إذا انكشفت انمحى ظلام الوجود، وصار كالخيال والظلال، قائما بعبادة ذي الجلال، فهل يقدر العارف على الإحاطة بهذا الظهور? لكن معه منه طرف بحسبه، وبقية الأطراف لا يحيط به غير صاحبه عز وجل.

ومن ذلك ظهور مراقبته لعباده، الماحية لتكلف مراقبة نظره.

ومنه ظهور إرادته الفاسخة لإرادة من غلب عليه شهودها ، الماحية لتكلف ترك الإرادة والاختيار .

ومنه ظهور الأمر والنهي المذهب لكلفة العبادة، الحامل للعابد على بذل المجهود.

ومنه الجمال والكمال الذي اتصف به ذو الجلال في الآباد والآزال، الموجب لصفو المحبة والتفريد في صفاء علم التوحيد.

وهذا الظهور بلا صفات؛ هو ظهور في عالم البقاء، بمعنى أن العبد بقي بها، وهو ظهور غير الظهور الذي كان قبل الفناء، الذي كان يظهر تارة، ويتوارى أخرى.

أما في عالم البقاء؛ انجلت هذه المعارف للبصائر ، وصار صاحبها كمن جلس في ضوء الشمس أو القمر، فهل يمكنه أن يغيب

Bogga 260