Xeerarka ku saabsan Dhaqanka Alle
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Noocyada
فإن فلت: هذا أمر كبير خطير، يستوعب الحس والنفس والعقل، والقلب والروح، فلا طاقة لي بجملته؛ فإن أمكن أن يكون لهذا مدخل وباب يدخل الإنسان منه ويرجو أن يترقى بدخوله إلى هذه المقامات? فذاك الجواب.
نعم ؛ لكل مدخل يدخل الإنسان ، فيدخل من الأمر الجزئي إلى الأمر الكلي، كفن الفقه مثلا ؛ ألا ترى أنهم يدخلون إليه من بعض المختصرات، فينفذون فيه، فذاك هذا.
وهنا مدخل قريب يسهل الدخول منه إن شاء الله تعالى؛ وهو أن تستعمل في شؤونك من التسبب أو التفقه، أو غير ذلك بما ابتليت به، مراقبة نظر الله تعالى إليك لا غير، فيكون ذلك هجير قلبك على الدوام.
فإن وفقك الله تعالى لذلك، وثبت فيه، يرجى بمشيئة الله تعالى أن تغمر هذه الصفة قلبك، فإذا استولت على قلبك وعمرته، وحالت بينه وبين الوساوس، وحصل لك الأنس بنظر الله تعالى واطلاعه، دخلت بعون الله تعالى إلى جميع ذلك؛ فإن الصفة تجذب بالضرورة المعهودة إلى الموصوف.
فإذا انغمر قلبك بحكم هذه الصفة؛ رجوت أن تنصبغ روحك بالمحبة الخاصة للأمر الكلي الجامع بجميع الصفات، فإن ذلك موهبة تتجلى، تحصل للروح، ويحصل الالتجاء والتعلق للقلب بواسطة البصر، فينغمر القلب بذلك حيث انغمرت الروح، وتنغمر النفس - أيضا - بالتذلل والخضوع والتفويض وترك التدبير لمن راقبت بصره.
Bogga 237