212

Xeerarka ku saabsan Dhaqanka Alle

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Noocyada

ومنهم من رزق ذلك وهو مقصر في عبادة الجوارح والأركان، وإقامة الدين وإظهاره؛ لاعتنائه بأمور باطنة، وإعراضه عن كمال إقامة ما أمر به.

فمن وفقه الله تعالى لمحاولة الأمر الكلي، وإن لم يطق جمع جميع أطرافه ، لكن بحسب جهده ومقدرته ، كان قاصدا لكمال عبادة ربه، قائما بمحاولة جميع ما أمر به، ونرجو أن يجزيه الله تعالى على قدر نيته، وإن قصرت عنه أركانه وجبلته، هذا إذا بذل مجهوده، واستفرغه في مرضاة ربه، بعبادته له بجميع ما فهم من الشريعة المحمدية، من أحكام عبادة الله تعالى بالظاهر والباطن، فلا يقنع من روحه إلا بقسط تام من محبة الله تعالى الخاصة ، الذاتية المباشرة لحبة قلبه وسويدائه، ولا يقنع من قلبه إلا بالقيام بما يمكنه من عبوديات الصفات؛ من الحياء والمهابة والأدب، ومحو خواطر السوء وعزائمه، والخشية والإشفاق، والتعلق بالله، والتوكل عليه، والاستعانة به ومراقبة نظره وعلمه ضمن محبته الخاصة، فإنه متى انفك حكم تلك المحبة ، خرج صاحبها إلى ما شرح أولا من الرعونات المذكورة ، وتعاطي شيء مما يكرهه الله تعالى بالقال أو الفعال.

وكذلك لا يقنع من عقله في حال محبته وعبادته القلبية إلا بتأمل أمر الله تعالى الخاص به في ذلك الوقت على نفسه وعلى غيره ، مبالغا في التأمل بما وجب عليه في وقته وفيما نهي عنه في وقته، وفيما ندب إليه في وقته، وذلك في حال محبته وعبادته القلبية؛ فإنه متى انفكت المحبة والعبادة القلبية عن التأمل لمراد الله تعالى ، من العبد في وقته

Bogga 234