Xeerarka ku saabsan Dhaqanka Alle
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Noocyada
فمن الوسائل إلى ذلك استعمال ما سبق ذكره في الوسائل، واجتناب القواطع عنه مما سبق ذكره في القواطع، وذلك كالقالب والجسم لما سيأتي من الوسائل والقواطع.
وأما روح ذلك بعد الإيمان والذوق والمحبة، فهو الاستسلام لأحكامه نفسا وعقلا وقلبا وروحا، وهو في الشاهد مثل: من وجد ملكا قادرا غنيا عالما، يحيط علما بجمل الأشياء وتفاصيلها، فيستهلك علم الواجد ومعرفته في علم الملك وحسن تدبيره، فيسلم إليه، ويتبرأ من جميع اختياراته، فإن صح ذلك منه؛ فإن ذلك يوجب فناء ذاته في شهوده له، ومحبته له، وفناء صفاته في تدبيره واختياره في شهوده لصفاته.
فهذا رجل معلق القلب بالله تعالى، مفوض إليه، قد أخذت القدرة بأزمة قلبه وفؤاده، فكيف ما أدير فهو راض عن ربه، راقد النفس في حسن تدبيره ، يستريح إليه، ويستعين به في ذلك، ويطلب المدد منه ، فيكون بذلك مفوضا إليه في تفويضه، غير مستبد في تفويضه - أيضا - .
وهذا شأن الأولياء البدلاء، الذين تبدلت منهم النعوت بالنعوت والأسماء بالأسماء، فغلبت عليهم النعوت الربانية، بمعنى أنه انقهر لها، وخضع وفني فيها، وصار بجملته متعلقا بمولاه، ناظرا إليه، قد أفنته محبته عن محبة الأشياء، وإفناؤه وهو بتدبيره عن تدبير الأشياء إلا فيما أمره به فهو مريد لذلك، مدبر له بإرادة مولاه وتدبيره له، فإن ذلك إنما ينسب إلى الرب لا إلى العبد.
Bogga 223