Xeerarka ku saabsan Dhaqanka Alle
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Noocyada
فهم لا يلتفتون يمينا ولا شمالا ؛ اهتماما بما يقصدونه، وهم فيه بالله لا بنفوسهم.
فصل
هؤلاء السادة أخمد التحقق بالقيومية منهم الخواطر والإرادات شغلا بمدبر الأمر، وشخوصا إلى مشيئاته، والتوطن على أحكامه، ناظرين منه إليه، طالبين منه هو هجم الحال عليهم، شغلة عليهم، فلبس عنهم ما سواه وتخلله، فصار السوى كالهباء في الهواء؛ إن فتشته لم تجده شيئا، وقطع طلب الوصول عنهم الالتفات إلى شيء تنصرف الهمم إلى مثله من السعايات؛ فهمهم واحد في طلب الوصول، ومع ذلك فيتحركون في الأمر والنهي بما أمكن من الفضائل والنوافل، عبودية وتمسكا بالسنة، وهمة الوصول قد أخذت جملتهم، والانتظار لنقلات الحق عز وجل حليتهم، والتغيب بما يبدو من فضل الحق لشؤونهم ، ولهم في ذلك من التلاوة والنافلة حظ وافر.
أما الذكر فإن المذكور حشا بصائرهم، فألسنتهم وقلوبهم قد تنقبض عن ذكر الموجود الذي هو الذاكر لهم، يستوحشون عما منهم، ويأنسون بما يفنيهم عنهم من وجود الحقائق الغيبية الذاتية مع صفاتها الملازمة لها ، فإلى هنا انتهى سيرهم وانتظارهم ، به يحيون ويموتون إن شاء، وإياه يطلبون، وبوجوده يغيبون فناء ثم بقاء، وإليه النشور.
Bogga 167