قاعدة
متعلقات الأحكام قسمان:
أحدهما: ما هو مقصود بالذات، وهو المتضمن للمصالح والمفاسد.
في نفسه.
والثاني: ما هو وسيلة وطريق إلى المصلحة والمفسدة.
وحكم الوسائل في الأحكام الخمسة حكم المقاصد، وتتفاوت في الفضائل بحسب المقاصد، فكلما كان أفضل كانت الوسيلة إليه أفضل.
وقد مدح الله تعالى على الوسائل كما مدح على المقاصد بالذات، قال الله تعالى: (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ، ولا نصب، ولا مخمصة في سبيل الله، ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار، ولا ينالون من عدو نيلا، إلا كتب لهم به عمل صالح) . فمدح على الظمأ والمخمصة كما مدح على النيل من العدو، وإن لم يكن الظمأ والمخمصة بقصد المكلف، لأنه إنما حصل بحسب وسيلته إلى الجهاد الذي هو وسيلة إلى إعزاز الدين، وإعلاء كلمة الله تعالى، اللذين هما وسيلتان إلى رضوان الرب تبارك وتعالى .
Bogga 60