﴿في قلوبهم مرض﴾ قطع كاف ﴿فزادهم الله مرضا﴾ تمام ﴿ولهم عذاب اليم﴾، ليس بوقف لأن ما بعده متصل به وكذا إن كان (أليم) بمعنى مؤلم فليس بوقف أيضًا و(أليم) بمعنى مؤلم قول يقوله بعض النحويين على تساهل، والحقيقة أنك إذا قلت عذاب مؤلم جاز أن يكون قد ألم ثم زال.
و(أليم) أبلغ لأنك تخبر أنه ملازم ولهذا منع النحويون إلا سيبويه أن يتعدى «فعيل» (بما كانوا يكذبون) بآيات الله ورسله و(يكذبون) قطع حسن أيضًا أي يكذبون في نحو قولهم (آمنا) (وإذا) ليس بوقف كاف لأنها تشبه حروف الشرط فهي تحتاج إلى ما بعدها ﴿قيل لهم﴾ ليس بكاف لأن ما بعدها محكى وكذا القول في جميع القرآن ﴿لا تفسدوا في الأرض﴾ ليس بكاف لأن بعده جواب (إذا) قال أبو حاتم ﴿قالوا إنما نحن مصلحون﴾ وقف كاف والتمام ﴿ولكن لا يشعرون﴾.
قال أبو جعفر وكذا قول أصحاب التمام يقولون (مصلحون) ليس بتمام ولا يقفون عليه وهكذا سبيل الكلام إذا حكى عن قوم وهو مردود عليهم، والتمام بعد أن يأتي الرد عليهم، وكذا التمام ﴿ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون﴾.
قال أبو حاتم ﴿وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن
[١/ ٣٨]
1 / 38