تكون تمامًا على أن يجعل (الذين) في موضع رفع بالابتداء ويكون الخبر ﴿أولئك على هدى من ربهم﴾، ويجوز أن يكون الخبر محذوفًا أي الذين يؤمنون بالغيب هم المذكورون، ويجوز أن يكون التقدير: هم الذين.
قال أبو جعفر: ورأيت علي بن سليمان يستحب أن يقطع عند (المتقين) لأنه رأس آية ويجوز أن يكون التقدير: هم الذين يؤمنون بالغيب، فإن جعلت (الذين) نعتًا لـ (المتقين) أو بدلًا منهم لم يتم الكلام على (المتقين)، والذي قاله علي بن سليمان حسن لأن (المتقين) مع أنه رأس آية كلام مفيد على مذهب الحسن أن المعنى الذين يتقون الله جل وعز بأداء حقه يجعلونه بينه وبينهم حاجزًا من عذابه ومانعًا من عقابه والتقى والتقوى والتقيه في اللغة الخوف، قال ﷿ ﴿فاتقوا النار ...﴾ الآية، وأنشد الأصمعي:
ألا تتقون الله يا آل عامر = وهل يتقي الله الإبل المصمم
والإبل: الفاجر، والإبل: الضعيف الحيله، والمصمم: الذي يمضي على ما هو فيه (الذين) لا يوقف عليه لأنه اسم ناقص ولا على (يؤمنون) لأن (بالغيب) من تمامه ولأن (يقيمون) معطوف عليه داخل في الصلة معه وكذا ﴿ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون﴾ إن جعلناه معطوفًا على (الذين) الأول أو على
[١/ ٣٤]
1 / 34