إذا كان في موضع رفع بالابتداء فلم يأت خبره ومحال أن يتم الكلام وقد نفى خبر الابتداء إلا أن فيه حيلة يجوز أن يكون الذين بدلا من الذين قبله والوقف على ﴿ولا هم يحزنون﴾ أحسن وأولى ﴿قول معروف﴾ وقف كاف إن رفعته على إضمار مبتدأ وعلى إضمار خبر فيكون التقدير الذي يؤمرون به قول معروف أو قول معروف أولى بكم وإن رفعت بالابتداء وعطفت ﴿ومغفرة﴾ عليه لم تقف على معروف وكان المعنى (قول جميل) ودعاء للسائل وتغطية وستر على خلته ﴿خير من صدقة يتبعها أذى﴾، قال نافع: تم ﴿والله غني حليم﴾ الوقف على هذا أحسن لأن المعنى غني عن صدقاتهم وإنما أمركم بها لتغني فقراءكم ويأجركم عليها حليم عن من أذى من إعطاء.
﴿يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى﴾ قال نافع: تم وخولف في هذا لأن المعنى: لا تبطلوا صدقاتكم بأن تمنوا بها على من أعطيتموه إياها وتؤذوه بالشكوى فتقولوا لم يفعل فيها ما نحب وقد كان يلازم حتى أخذ ونظير هذا من القول فتبطل الصدقة كما يبطل عمل المرائي لأنه لم يخلص لله جل وعز ﴿فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا﴾ قال نافع: تم، وخولف في ذلك لأن بعض الكلام متصل ببعض ويدلك على ذلك التفسير كما حدثنا أحمد بن محمد بن نافع، حدثنا سلمه حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة فتركه صلدًا، قال بقي
[١/ ١١٠]