واجتذب يد حسين المسكين وحك بها ذقنه فقال ذاهلا: آه صحيح! - لقد بدأت في إطلاقها قريبا.
وكانت يد حسين لا تزال على لحية السيد حين انغرز كوع محمد في بطنه، وهو يهمس: انظر.
ونظر حسين إلى حيث يشير محمد فرآها، فإذا هو بغير وعي منه، يضرب محمدا بكوعه ويضع سبابته أمام شفتيه ويهمس: اسكت، أجننت؟
وكانت أنظار سيد كلها ناشبة في الفتاة التي تمر منهم على مقربة، تمشي زهوا في خفة وإصرار، ولكن أذنه كانت صاغية إلى همس صاحبيه، فهو يقول: ماذا يا محمد؟
وسارع حسين قائلا في لعثمة: لا شيء، لا شيء يا سيد، لا شيء والله.
فقال سيد: يا أخي أنا لا أسألك، أنا أسأل محمد.
وقبل أن يلفظ حسين مجموعة أخرى من اللاشيء، قال محمد في صوت تبين فيه الرغبة اللاهبة في أن يلقي ما يزدحم في نفسه من أسرار: لا، لا شيء.
وقال سيد: وأنت أيضا تقول لا شيء، يخيل إلي أن هناك علاقة بين ناعسة وبين حسين.
وإذا محمد يقول في فرحة غامرة: شفت يا عم، أنا لم أقل له، عرفها هو وحده.
وقال سيد: أي علاقة بينكما يا حسين؟
Bog aan la aqoon