============================================================
الله الاسم المجرد قريب، وكلما كانت علوم العبد ومعارفه أكشر وأوسع كان أقرب إلى الله تعالى وأرفع، وعلى قدر ما يكشف له عن إدراك حقائق المعلومات على ما هي به وعليه. وتتضح له تفاصيل صفات العلوم من جهتها كشفا تاما، وإيضاحا يقينا ثبتت لتات معلوماته بعلمه. وبقسيت ودامت وصحت، وتبين كمالا للنفس في حياتها وبعد مماتها، وفي استيلاء العلم على المعلوم نوع من الكمال الذي هو من صفات الربوبية. لإحاطته عليها بعلومها. فلا يلحقه بعد ذلك زوال ولا انقلاب ولا تغير ولا نقص. وحينيذ يكون قد تمكن قربه من الله تعالى: وزادت معرفته. ونارت بصيرته. ورسخ توحيده وذلك من حيث أن الله تعالى دائم باق. ولا يلحقه زوال. ولا نقص ولا تغير. ولا تقيل صفاته شيئا من التغيرات. مما يلحق المحدثات فإن قرب الحق جل وعلا بالعلم والقدرة لعامة المسلمين. وقربه باللطف والنصرة لخاصة المؤمنين. وقربه بالأنس والشهود للأولياء والعارفين. وحقيقة القرب من الله تعالى فقد حس الأشياء من القلب بصدق الضمير إلى الله سبحانه وتعالى:
Bogga 41