============================================================
الله الاسم المجرد والمذكور. فمن حيث جريان الذ كر على لسان العبد كان ذاكرا له. ومن حيث تييره له وتسهيله على لسانه هو ذاكرا لعبده فما به ذكره. ومن حيث بعث الخاطر ابتدأ منه كان ذاكرا لنفسه على لسان عبده كما روى في الحديث الصحيح انه قال تعالى: "كنت سمعه الذى يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذى يتطق به(1) الحديث وفي رواية أخرى: "كنت له سمعا وبصرا ولسانا ويدا ومؤيدا" الحديث.
والذكر تختلف أنواعه وتتعدد، والمذكور واحد لا يتعدد ولا يتحدد. وأهل الذكر هم أحباب الحق من حيث اللوازم، (1) اخرجه البخاري، عن أبي هريرة، والمعتى إذا تحقق القلب بالتوحيد التام لم يبن فيه محبة لغير ما يحبه الله، ولا كراهة لغير ما يكرهه الله، ومن كان كذلك لم تنيث جوارحه إلا بطاعة الله، ولم تتحرك إلا بما يريده منه مولاه، فحينثذ لا ينطق العبد إلا بذكره، ولا يتحرك إلا بأمره، فإن نطق نطق بالله، وإن سمع سمع به، وان نظر نظر به، وإن بطن بطن به، فهذا هو المراد يقوله: كنت سمعه00.
الخ"، ومن أشار إلى غير هذا فإنما يشير إلى الإلحاد من الحلول والاتحاد، والله ال ورسوله بريئان منه. (جامع العلوم والحكم):
Bogga 115