============================================================
القانون ومنها، آن همته تغيب1 في تلك اللذات، فتذهب معها فكرته وتامله، فمن أين له تامل في مدارك أخرى.
ومنها، أن شأنه ان لا يقر له قرار، لانزعاج باطنه بنيران الشهوات، فلا يزال جوالا مترصدا مترددا في ميدان ما تولع به، فمن أين له اللبث؟ في مجالس العلم، بقلب حاضر وسمع شهيد، والعكوف على النظر بذلك.
ومنها، أن ذلك البلاء يحوجه إلى المال والاشتغال به، وفي ذلك تلفه، والى معاشرة الأضداد، وكل من لا خلاق له، وفي ذلك جفاؤه وانقطاعه.
ومنها، أن تلك الشهوات غالبة على النفس، إذا تمكنت منها إلا من وفقه الله تعالى، فلا تسلمها لشيء، فقد قطعت2 الناس عن الملك، الذي هو مجمع لذات النفس النفسانية والروحانية، وقد قال الوليد بن اليزيد2 حين أنكر الناس عليه: ثباتا يساوي ما حييت قبالا خذوا ملككم لا ثبت الله ركثه وكاس الا حسبي بذلك مالا دهوا لي سليمي* مع طلاء وقينة وفي هذا المعنى قال الآخر، وهو منظور بن زيان: الا لا أبالي اليوم بما فعل الدهر اذا منعت مني مليكة والخمر فراق التدامى والمخدرة البكر وما منهما إلا عظيم فراف وحكى الربيع عن الأمين5، أنه جلس يوما للناس، فوقع في ثمانمائة قصة، فوالله لقد أصاب في جميعها فما اخطا، وأسرع فما أبطأ، ثم التفت إلي فقال: "يا ربيع، أتراني لا 1- ورد في ج: تفيبت.
ورد في ح: اتقطعت.
3- هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، الخليفة الفاسق (90 -126ه). تاريخ الخلفاء: 233.
9- ورد في ج: سليمان.
5- يعنى الأمين محمد اين هارون الرشيد (ت: 199ه). السمي التدبير الكثير التبدير. نفسه: 276.
Bogga 472