============================================================
القانسون غيرهما فلابد أن تقوم بهما موصوفية بالموصوفية، فينتقل إلى الثانية ويلزم التسلسل، وإذا لم يكن لها حاصل لم يستقم1 إلا السلب أبدا، ولا معنى للترديدين أن يكون أو لا يكون.
والجواب أن صورة السلب نحو أن لا موصوفية، الا يلزم أن يكون عدميا، ولو سلم فلا يلزم أن يكون نقيض العدمي وجوديا. ثم صحة الأحكام وصدقها، لا يتوقف على أن يكون لها وجود خارجي، أي عيني2، بل أن تتحقق في الخارج، أي في نفس الأمر، سواء كانت حهي3 عينية او ذهنية، حقيقية او اعتبارية، وهذا كله واضح. ثم القضية البديهية لا يتوقف فهمها على شيء من هذه التخيلات والتعسفات، لحصولها لمن لا يتاتى منهم النظر من البله والصبيان.
الرابع: أنا لا نسلم عدم الواسطة بين الوجود والعدم، فلا يحصل الجزم بالمفهوم المردد فضلا عن البداهة. والجواب أن ما يدعى فيه البداهة، كقولنا زيد إما أن يكون في الدار او لا يكون، والدين المدعى على فلان، اما أن يكون عليه أو لا يكون عليه، ونحوذلك، لا مدخل فيه لبحث الواسطة، ولا تتصور فيه اصلا، وما يتطرق إليه احتمال الواسطة، كقولنا العالمية4 إما موجودة أو معدومة، أي أو واسطة، وذلك بالنظر إلى تعقل هذا المعنى لا يدعى فيه البداهة، بل هو من أغمض النظريات.
ومنها أن مجرد الجزم بالأمر لا يعول عليه، الا يرى أنا نجزم بالأمور العادية، ككون هذا الشيخ لم يتولد من أمه دفعة، بل كان صبيا ثم شابا، ثم كهلا ثم شيخا، وكون زيد ا- ورد في ج: لم يستلم.
2- العيني هو المنسوب للعين، وهو المشخص الذي يدل على الظواهر الجزئية مرئية كانت أو مسموعة، ويقابله الجحرد. المعحم الفلسفي/2 144.
3- سقطت من : 4- العالمية مذهب من يقدمون حب الإنسانية على حب الوطن، كالفلاسفة الرواقيين الدين يسمون أنفسهم مواطنين عالميين. المعحم الفلسفي/2: 47.
Bogga 132