============================================================
القانون فيلقاه عن الشيخ. وأما ثالثا فلتجربة المحل، لئلا تكون بركة يغرق فيها، أو يكون المساء شديدا لا يحتمل. وأما رابعا فظاهر، وكل ما اشبه الأربعة فهو بها ملتحق واما المشي إلى جتبه، فقد يحسن حين يحب الشيخ الأنس به أو بحديئسه أو تحديثه، وقد يأذن له الشيخ في الأخذ عنه في تلك الساعة، فلا يمكن إلا ذاك، وهو من الآداب الملوكية في صحبة الرؤساء، وينبغي حينئذ أن يحيد له عن الجادة ولا يزاحمه، فان امكنه أن يقي الشيخ شمسا أو ريحا، او زحاما أو دابة، أو كلبا عقورا أو فتنة ما، فليكن من جهة على اليمين أو الشمال، وإن أقبل عليه الشيخ يحدثه، فليكن من الجهة الأخرى، غير جهة الشمس أو الريح، أو الدخان أو نحوه، لئلا يلقى الشيخ ذلك بوجهه.
وهذه أمثلة يعرف بها ما وراءها، عند كل متيقظ لبيب، وإن أقبل الناس على الشيخ وهو معه، فليعرفه بمن يحتاج إلى التعريف من أهل الأقدار مثلا، ليلقى كلا بما يستحق، ومن لم يعرفه سال عنه بلطف، وأعلم به الشيخ1 ليكفيه امر السؤال، وان رأى أحدا يسار الشيخ فليبعد حتى لا يسمع ما جرى، وإن لقي الشيخ في الطريق، فليبدأه2 بالسلام على غاية من البشاشة حوالترحيب 3، فإن رآه ماشيا بين يديه، فلا يكلمه من خلف، بل يبادر أمامه ليسلم عليه من قدام، وان كان بعيدا فلا يناده، بل يذهب حتى يصل إليه، فإن رآه في محل لا تليق فيه الملاقاة لضيق أو وعورة، او لا يحب فيه الشيخ ملاقاة في الجملة، أو أن لا يراه بعينه أصلا، فلا بلقاه حتى يمكن، إذ المهم حفظ قلبه، وقد يراه متقبضا في الوقت عن الناس، فلا يزاحم.
)- ورد في ج: الشيخ به.
ك ورد في ج: فليبادره.
3- سقطت من ج
Bogga 391