============================================================
القالون 298 وليحذر من الالتفات يمينا وشمالا، أو فوق أو تحت عن الشيخ، ولاسيما عند كلامه معه، ولا يضرب بكميه، ولا يحسر عن ذراعيه، ولا يعبث بيديه أو رجليه، ولا ينظر الى أهل المجلس، عندما يصدر منه بحث أو فلج1 في مباحثة الشيخ تبجحا بحاله، أو يرى ما يقولون فيه، فان مثل هذا مفتون في تفسه، ممقوت عند الله وعند الشيخ، إلا من عصمه الله، ولا يشبك اصابعه، ولا يعبث بلحيته، ولا يستند بحضرة الشيخ إلى حائط أو وسادة، أو على يده إلى الوراء، ولا يول الشيخ ظهره أو جنبه، ولا يشير بيده حال البحث، ولا يكثر الكلام لغير حاجة، ولا التنحنح، ولا يبصق ولا يتنخم ما أمكنه، فإن غلبه أهذ ذلك في ثوبه من غير صوت وحكه، وليخفض الصوت عند العطاس جهده، وليسد فاه عند التثاؤب.
وفيما ينسب إلى علي2 كرم الله وجهه من الوصايا في هذا الباب قوله: "من حق العالم عليك، أن تسلم على القوم عامة، وتخصه بالتحية، وان تجلس آمامه، ولا تشير عنده 159 بيدك، ولا تعمد بعينك فيره، ولا تقولن قال فلان خلاف قوله، ولا تغتبن عنده أحدا، ولا تطلبن عثرته، وان زل قبلت معذرته، وعليك أن توقره لله تعالى، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته، ولا تسار في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تشبع من طول صحبته، فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء" انتهى فإن أمره بأمر يخالف الأدب كالجلوس على فراشه، أو التقدم يين يديه، فقيل يراعي امتثال الأمر، وقيل الأدب، وهو أولى، كما فعل الصديق ظله حين قال: "ما كان بمكن خلافه.
1- فلج: فلحا وفلحا القوم، وعلى القوم: فاز.
- ورد في ح: لعلي.
Bogga 387