============================================================
القانون وفيه فصول: الفصل الأول: في لفظه اعلم أنه مطاوع، يقال علمته فتعلم، فالمعلم والمتعلم متقابلان، تقابل الفعل والانفعال، ومن وصف الأول العلم، ومن وصف الثاني الجهل، ولذا قالوا التعليم، يكون لمن ليس بعالم في غير معلوم، من عالم بعلم سابق، وانما يستعمل غالبا في الأخذ مع الاحتياج إلى الفهم، فإن ذلك مصب حقيقة العلم. فإن كان الأخذ لمجرد السماع للنقل والحكاية، قيل راو، وهو اصطلاح المحدثين، ومقابله المحدث. وإن ازداد الاحتياج للتهذيب والتأديب قيل مريد، وهو اصطلاح الصوفية، ومقابله شيخ، والمعلم أيضا يسمى شيخا، ويسمى كل من المتعلم والمريد تلميذا وصاحبا، وقد يقال في اصطلاح أهل العربية واللغة للتلميذ فتى وفلام، لكونه غالبا يكون شابا، يخدم شيخه، وقد يقال للشيخ المؤدب.
الفصل الثاني: في ذكر آداب المتعلم في نفسه وهي أمور: الأول: أن يجتهد في تطهير باطنه، من كل غل وفش، وحسد وكبر، وكل دنس، وكل وصف مذموم، وكل عقيدة فاسدة، فإن وعاء العلم هو قلبه، فلابد أن ينظفه، وبذلك يزكو العلم، وتمو عليه ثمراته الصالحة، وبذلك يكون صسلاح الأمر، كما في الحديث (إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسه كله واذا فسدت فسد الجسد كلة أنا وهي القلب)1 .
الثاني: حسن النية، وهو أن ينوي بالتعلم، امثثال أمر الله تعالى في طلب العلم، والتقرب إليه، وتحصيل العلم ليعبد الله تعالى، ورجاء اللحاق بأهله، والخروج عن 1 - أخرحه البخاري في كتاب الايمان، باب فضل من استيرأ لدينه. وأحرحه مسلم في كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات.
Bogga 374