226

============================================================

القانون منه، وروي عن سفيان بن عيينة قبه قال: "أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة من أبي جعفر1 سلبته7.

ومنها أن يتنزه عن دني الأفعال والأحوال طبعا وشرعا، فلا يشتغل بحرفة رذيلة ولا أمر منكر، ولا خارج عن المروءة ولا موهم لذلك، فإنه إما أن يتبعه من رآه في غير أمر محمود، وإما ان يقع فيه فينتهك عرضه ولا ينتفع به، ولذا قال (إنها صفية )2 فحق كذلك على العالم إن وقع في شيء له وجه لم يعلمه الناس أن يبينه ليندفع الوهم، ولا مدخل في هذا لأهل التخريب والملامة من الأولياء، لأن هؤلاء همهم في صلاح أنفسهم، لا أن يكونوا قدوة لغيرهم.

ومنها أن يأخذ ننسه بالمحافظة على الدياثة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهد الاستطاعة، مع الصبر على ما يتحمل من النصب والأذى في ذلك.

ومنها أن يأخذ نفسه بالكمال في أقواله وأفعاله من جميع العبادات، فسلا يرضى بالجائز وما يسقط الحرج، بل يزيد على ذلك تحسينا وتحفظا وتنفلا، ليكون قدوة لغيره، فيحصل له أجره وأجر من تبعه ومنها أن يجاهد في رياضة نفسه، وتطهيرها من جميع الصفات المذمومات، كالكبر والعجب، والرياء والحسد، والحقد وحب الدنيا، وغير ذلك مما شرح في كتب التصوف، وتحليتها بالكمالات أضدادها، لتحصل له التخلية والتحلية، فيجمع بين الظاهر والباطن، ولا يرضى بمجرد الظاهر، فإن الباطن هو اللباب.

1- يعني أبا جعفر المنصور العباسي الذي كان معاصرا له.

3- أخرحه مسلم في كتاب السلام، باب: بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليا بامرأقه وكانت زوجة أو حرما له أن يقول: هذه فلانة، ليدفع ظن السوه به.

Bogga 328