============================================================
القانسون 32 وهذا الفرق من جهة المنشأ والأصل، وأما من جهة الخاصية، فالعلم لما كان راجعا الى اكتساب العباد، كان مضبوطا بقوانآينه شرعا أو عقلا، فصاحبه يفصل ويحصل، ويحقق ويدقق. والمعرفة لما كاثت وراء الطور، وهي خصوص لخصوص، كانت فير مضبوطة لقاعدة، بل بحسب الذوق، فكل من سقي شرية يترنم بها، ولا بنسحب حكمها على من لم يشربها، ومن هذا كان من تكلم في التصوف بلسان العلم، كالمحاسبي وأبي طالب والغزالي، يقرر القواعد ويحررها، بخلاف غيرهم من أرباب المواجيد، فان أقوالهم تختلف في الشيء الواحد، لكونها عن مشارب مختلفة، مثلا يقول الواحد الزهد هو كذا، ويقول الآخر هو كذا، فيقتصر كل على ما في ذوقه، والعالم ينظر فيها جميعها، ويحرر منها ما هو الأولى. وتطلق المعرفة أيضا على معنى آخر اخص من هذا، وبه أطلق وصف العارف، 1 المقابل للزاهد والعايد، وليس شرح هذا ( من وظيفنا، فلنتركه لأربابه، والله المستعان.
الثانية: ذكر بعضهم في ذكر بعض ما قيل من الشعر في العلم جملة وتفصيلا، فأما في الجملة فمن ذلك قول بعضهم: بع العلم فاسلك حيثما سلك العلم وعنه فكاشف كل من عنده فهم ففيه جلاء للقلوب من العمى وعون على الدين الذي أمره حتسم فإني رأيت الجهل يزري بأهله وذو العلم في الأقوام يرفعه العلم بعذ كبير التوم وهو صغيرمم وينفذ فيه منهم القول والحكم وأي رجاء في امرى شاب راسه واقنى سنيه وهو مستعجم فدم يروح ويغدو الدهر صاحب بطنة تركب في أحضانها الشحم واللحم اذا سئل المسكين عن أمر دينه بدت رحضاء العي في وجهه تسم 1- أي بعيد الفهم غير فطين.
Bogga 312