============================================================
القانون السنة الناس، إما لمجرد إظهار الاقتدار على الكلام نظما وثثرا، مع ما يتضمنه الكلام من الفوائد والأفراض، كما في المقامات الهمدانية والحريرية وأضرابهما، وأما لمجرد تحلية الأسماع بالأمور الغرائب، والاطراف في المحاضرات والمسامرات وهو: علم البطالين أهل الخلاعات والهزليات والمحادثات ، وبعض السخفاء من الملوك، وقد يتفق من هذا التوع بعض ما وقع هو أو شبهه، ويزاد عليه من الكذب ما يشبهه أو يفوقه، كالعنتريات والهلاليات، ومن هذا النوع بعض المغازي والفتوح، ويندرح في هذا الفن ما يقدر منه على السنة الجمادات، كالتفاخر بين السيف والقلم، وينخرط في هذا السلك فن الخرافات كلها، وأصلها كما في الحديث، أن خرافة حوهوج1 رجل من بني عذرة، أسيرته2 الجن، فبقي عندهم زمنا، ثم رجع فجعل يحدث الناس بغرائب، زعم أته رآها عند الجن خارچة عن المعتاد، فانكر الناس ذلك، وجعلوا كلما سمعوا حديثا فريبا، قالوا "حديث خرافةه، أي هو من ذلك الجنس، فصار مثلا، ثم توسع الناس فيه حتى صار كانه اسم للحديث نفسه، وجمعوه لذلك فقالوا الخرافات.
وهذه الأنواع، وإن أفمضنا3 فيها، فإنما ذلك بحسب غالب حالها وحال متعاطيها، وإلا فكثيرا ما يذكر الشيء منها استشهادا أو استبصارا، أو لقصد الاحماض في محاله، أو غير ذلك من مقاصد العقلاء، فيقبل ويكون لها بذلك مساغ في أن تنخرط في سلك4 - سقطت من ج ك ورد نى ج و ح: استهدته.
ورد في ج: غمصنا.
9- ورد في ج: سلوك.
Bogga 286