============================================================
القانون الجهل والظن والاعتقاد، لاحتمال الثقيض إما في الحال أو المآل. والعلوم العادية داخلة، لأن القطع فيها مستند إلى موجب وهو العادة، والاحتمال فيها على معنى أنها لو لم تقسع لم يلزم محال بالنظر إلى ذاتها، لا أنها مشكوكة بعد إذ وقعت ومن يجعل إدراك1 الحواس علما يسقط لفظ المعاني، ومن يخص العلم بالكليات2 والمعرفة بالجزئيات3، يزيد فيقول بين المعاني الكلية.
والظاهر آن هذا هو العلم4 عندهم اصطلاحا ولغة، والظاهر من إطلاقات العرب استعمال لفظ العلم في أعم من ذلك، وهو الاعتقاد الجازم المطابق مطلقا، كما لسو أخبرك انسان تلق به بموت زيد وصدقته، فإنك تقول علمت أن زيدا مات، آي بهذا الخير، وهو من التقليد، وبهذا يقول الفقهاء يجوز أداء الشهادة، إن حصل العلم ولو بصبي أو امرأة.
ودعوى كون هذا الاطلاق مجازا كما قال بعضهم لا يسلم، فإن الأصل في الاطلاق الحقيقة3.
- الادراك في اللغة هو اللحاق والوصول. وله في الفلسفة العربية عدة معان، منها أنه يدل على حصول صورة الشيء عند العقل، سواء كان ذلك الشىء بجردا أو ماديا، حاضرا او غائبا، حاصلا في ذات المدرك أو آلته. المعحم الفلسفي/1: 53.
2- الكلي هو المنسوب إلى الكل، ويرادفه العام، كقولك العلم الكلي، أي العلم الشامل لكل شيء: والكليات الخمس هي: الجنس والنوع والفصل والخاصة والعرض العام. المعحم الفلسفي)2: 283.
3- الجزئي هو المنسوب إلى الجزء، ويطلق على معنيين: الأول هو الجزئي الحقيقي، وهو كون المفهوم، بحيث كنع تصوره من وقوع الشركة فيه. والثاني هو الجزئي الإضافي وهو كون المفهوم مندرحا في كلي أعم منه، كالانسان بالنسبة إلى الحيوان. المعحم الفلسفي/2: 400.
4 - العلم هو الإدراك مطلقا تصورا كان أو تصديقا، يقينا أو غير يقيني، وقد يطلق على التعقل، أو على حصول صورة الشيء في الذهن، أو على الاعتقاد الجازم المطايق للواقع، أو على إدراك الشيء على ما هو به، أو على إدراك حقائق الأشياء وعللها، أو على إدراك المسائل عن دليل، أو على الملكة الحاصلة عن إدراك تلك المسائل. المعحم الفلسفي)/2: 99.
5- ورد في ج: حقيقة.
Bogga 117