============================================================
القانون- والرباط عصب صغير، يصل بين أطراف العظام، فيربطها لثلا تنفك، ولا حس فيه، وهو بارد يابس أيضا، ولكن أقل مما قبله والوتر عصب أيضا رقيق، والفرق بينه وبين الرباط، أن الوتر ينشأ من العضل، ويتوسط بينه وبين الأعضاء حين الحركة، بالانجذاب والانفتال، والرباط في العظام المفصلية كما مر والعروق قسمان: ساكنة ومتحركة، فالساكنة منشأها من الكبد، وهي سارية في البدن ومنها يغتذي، وتسمى الجداول والأوردة، وفيها يقع الفصد1. قيل وجملتها ثلاثمائة وستون عرقا، والمفصود منها عادة إثنان وأريعون. وفي البدن عروق أخرى صغار جدا مشتبكة باللحم، منها يخرج الدم عند الشرط والمتحركة منشأها من القلب، وتسمى الشريانات، تحمل دما قليلا وروحا كثيرا إلى سائر البدن، وهي التي يجس بها على البدن عند النيض، ويستدل بها على أحوال البدن. وجملتها أيضا ثلاثمائة وستون عرقا والشخم دم منطبخ جدا، يبقى من فضلة الغذاء، ولذا لا يوجد إلا في كامل الغذاء، وطبعه البرد واليبس، مع ميل إلى الحرارة، ومنفعته حفظ الرطوبة والتسخين، بما يمسكه من الروح الحيواني لكثافته، ومتى أفرط أطفأ الحرارة، فيبرد الجسم ويهلك، ولذا كان الموت إلى الغليظ أسرع منه إلى النحيف، وأبخرته تلائم الروح، ولذا يكثر الفرح في السمان.
واللحم تعير بها الأفضية، فمنفعته عظيمة. وقيل هو آلة حس اللمس، وطبعه بختلف باختلاف وصنه، فالأحمر منه حار رطب، وما خالطه الشحم ناقص الحرارة، والغددي منه مفرط الرطوبة، والغشاء جسم رقيق عصبانآي، جعله الله تبارك وتعالى تحث الجلد الظاهر، صونا لأعضاء شريفة، كالقلب والدماغ والكبد.
والجلد هو وعاء جميع البدن وصوانه، وهو مسكن حاسة اللمس، ولم يكس بالوبر 16 ونحوه كالحيوانات، لثآلا ينتقص حسه، ولأن صاحبه عافل ) يحتال في ستر نفسه وتدفئته، ومنه لطيف شفاف، كجلد الوجه ينفذ فيه لون الدم، فيزينه ويحسنه، ومنه غليسظ كجلد 1- من فصد فصدا وفصادا المريض: شق عرقه.
Bogga 241