يدون لوك ملحوظة ذائعة، عن المسوخ، مفادها أنه لا يجب على المرء أن يعزو الخلود إلى المظاهر الخارجية لجسد ما، وأن الشكل ليس له علاقة بذلك. ويقول إن هذا الخلود لا يتعلق بشكل وجهه أو صدره أكثر مما يتعلق بطريقة تهذيب لحيته أو قصة معطفه.
يسأل لوك: ما هو بالضبط مقياس التشوه الذي تعرف من خلاله ما إن كانت للطفل نفس أم لا؟ ما هي الدرجة المحددة التي لا بد معها من الإعلان أنه مسخ محروم من النفس؟
لكن المرء يسأل عما هو أبعد من ذلك: ما الذي تكونه نفس ليس لديها إلا أفكار رائعة؟ هناك بعض من لا تفارقهم أبدا الأفكار الرائعة. أيستحقون أم لا يستحقون؟ وما العمل مع روحهم النقية ؟
ماذا يمكن أن يظن المرء في طفل برأسين وبلا تشوه عدا ذلك؟ يقول بعض المفكرين إن لديه نفسين لأن لديه غدتين صنوبريتين، وجسما ثفنيا، ومركزين عصبيين. يرد آخرون بأنه لا يمكن للمرء أن تكون له نفسان بينما يكون له صدر واحد وسرة واحدة.
2
باختصار، طرح كثير من الأسئلة عن هذه النفس الإنسانية الضعيفة، وإن كان ضروريا أن نجيب عنها جميعا، فسيسبب لها هذا الفحص من الشخص صاحب هذه النفس ضجرا لا يطاق. وقد يحدث لها ما حدث لكاردينال بولينياك في مجمع الأحبار الكاثوليك؛ فبعد أن تعب مدبر أعماله من أنه لم يقدر قط على جعله يسوي حساباته، خاض الرحلة من روما، وأتى إلى النافذة الصغيرة لحجرته المثقلة بحزمة هائلة من الأوراق. ظل يقرأ لما يقرب من ساعتين، وفي النهاية، وبعد أن رأى أنه لم يعد يأتيه رد منه، نظر إلى الأمام. كان الكاردينال قد رحل قبل ساعتين. سترحل نفوسنا قبل أن نتوصل إلى الحقيقة، ولكن فلنكن أمناء أمام الله مهما يكن جهلنا، نحن ومدبرو أعمالنا.
هوامش
الدول والحكومات
درست مؤخرا مداخل جميع الحكومات ومخارجها بدقة. أخبرني إذا يا من سافرت، في أي دولة وتحت أي نوع من الحكومات كنت تفضل أن تولد؟ إخال أن سيدا مالكا للأراضي عظيما في فرنسا لم يكن ليزعجه أن يولد في ألمانيا، فسيصبح سيدا بدلا من أن يكون خاضعا. وسيكون نبيل من فرنسا مسرورا بأن تكون لديه امتيازات النبالة الإنجليزية، وسيصبح مشرعا. أما المحامي والمصرفي، فسيكون أفضل حالا في فرنسا مما يكون في أي مكان آخر.
ولكن أي دولة يمكن أن يختارها إنسان حكيم حر، إنسان ذو ثروة معقولة، وبلا تحيزات.
Bog aan la aqoon