134

Qaamuuska Falsafadda Voltaire

قاموس فولتير الفلسفي

Noocyada

نعم، نعم، مرة أخرى، هناك قانون طبيعي، وهو لا ينص على إلحاق الأذى بالآخرين ولا على الابتهاج بذلك.

ب :

أعتقد أن الإنسان يحب أن يلحق الأذى بالآخرين لمصلحته فقط، لكن كثيرين من الناس مدفوعون للبحث عن مصالحهم الخاصة عبر مصائب الآخرين؛ فالانتقام عاطفة عنيفة للغاية، وهناك أمثلة كارثية لذلك. والطموح، وهو أكثر خطرا، أغرق العالم بالكثير من الدماء لدرجة أني حين أعيد تلك الصورة المرعبة أمام عيني أجد ما يدفعني لأقر بأن الإنسان شرير للغاية. عبثا حملت بقلبي فكرة العدالة والظلم؛ فأتيلا الذي نال حظوة سان ليو، وفوقاس الذي تملقه سان جريجوري بأقصى درجات الخسة جبنا، والإسكندر السادس الذي لطخ نفسه بكثير من جرائم سفاح المحارم، والقتل، والتسميم، والذي عقد معه لويس الثاني عشر المدعو «الطيب» أكثر الأحلاف معرة ووثوقا؛ وكرومويل الذي ينشد الكاردينال مازارين حمايته، والذي من أجله طرد من فرنسا ورثة تشارلز الأول وأبناء عمومة لويس الرابع عشر ... إلخ، إلخ. والمئات من أمثال هؤلاء يجعلون أفكاري تتشتت، ولا أعرف بعد أين أنا.

أ :

حسنا، هل تستطيع العواصف أن توقف متعتنا بشمس اليوم الجميلة؟ هل استطاع الزلزال الذي دمر نصف مدينة لشبونة أن يمنعك من أن تسافر بحرا إلى مدريد بسهولة كبيرة؟ إن كان أتيلا قاطع طريق، والكاردينال مازارين وغدا، أما من أمراء ووزراء مخلصون ؟ ألم يلحظ أحد من قبل أنه في حرب عام 1701م كان مجلس لويس الرابع عشر مكونا من أفضل الرجال؟ من أمثلة هؤلاء الرجال دوق بيفيليرز، ومركيز تورسي، ومارشال فيلار، وأخيرا شاميار الذي رحل لعجزه لا لنقص أمانته. ألم تكن فكرة العدالة موجودة دائما؟ على هذه الفكرة تؤسس القوانين كافة. أطلق اليونانيون على هذه القوانين: «بنات السماء»، التي لا تعني سوى بنات الطبيعة. أما من قوانين في بلدك؟

ب :

نعم، بعضها جيد والآخر سيئ.

أ :

من أين - إن لم تكن في القانون الطبيعي - خرجت بالفكرة التي تدور بخلد كل امرئ صحيح العقل؟ إما أنك حصلت عليها من هناك، أو لم تحصل عليها من أي مكان آخر.

ب :

Bog aan la aqoon