Qaamuuska Caadooyinka iyo Dhaqamada iyo Murtida Masar
قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
Noocyada
نعم إن بعض الأمثال يمكن معرفة تاريخها بدلائل مختلفة، فقد جمع لنا - مثلا - الأبشيهي في كتابة «المستطرف من كل فن مستظرف» طائفة من الأمثال العامية المستعملة في زمنه، وقد كان مؤلفه في القرن الثامن الهجري.
وأحيانا يدل المثل نفسه على التاريخ الذي قيل فيه مثل: «آخر خدمة الغز علقة» فإن المثل يدل على أنه قيل في مدة حكم الأتراك لمصر.
كما أن بعض الأمثال يدل على نوع الوسط الذي نبعت منه مثل: «النوتي في حساب والريس في حساب» فإنه يدل على أنه نبع من وسط المراكبية، ومثل قولهم: «إيش عرف الفلاح بأكل التفاح» فإنه يدل على أنه نبع من وسط الحضريين، ومثل قولهم: «اللي مالوش شيخ شيخه الشيطان» فإنه نبع من وسط مشايخ الطرق، وهكذا. ولكن هذا قليل، وأكثر الأمثال لا يعرف قائلها ولا تاريخها ولا منبعها.
ومما يفيد الباحث في الأمثال مقارنة أمثال الأمم بعضها ببعض كالموازنة بين أمثال الإنجليز والفرنسيين والألمان والمصريين والشاميين والمغاربة ونحو ذلك، وهذه المقارنات تدل على أن بعض الأمثال يكاد يكون عاما بين الأمم، وهو ما اتصل بالإنسان كإنسان، وما اشترك فيه الناس من تجارب الحياة مثل: تقدير المال ووجوب التدبير ومثل: «معظم النار من مستصغر الشرر» ومثل: «إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب» ومثل القول بأن الورد يظهر بين أشواك، ونحو ذلك من المعاني التي تكاد تتفق فيها الأمم؛ لأنها نتيجة تجارب مشتركة أدت إلى نتائج متحدة.
وهناك - على العكس من ذلك - أمثال تختلف فيها الأمم إما من حيث اختلاف التعبير، وإما من حيث اختلاف البيئة، وإما من حيث اختلاف الظروف الاجتماعية، فإذا قال المصري: «إن اصطلحات الضراير يخرب البيت» فهذا مثل لا يمكن أن يقوله الفرنسي أو الإنجليزي الذي لا يتزوج إلا واحدة، وإذا قال الشرقي: «إن اشتريت الحمار حضر له المنخسة» فلا يقوله الغربي الذي ليس في بلده حمير، وإن قال الفرنسي: «أفقر من فأر الكنيسة» فالمسلم لا يشتق أمثاله من الكنائس وهكذا ...
وهذه مقدمة صغيرة لدراسة الأمثال.
وللمصريين أمثال كثيرة منها ما شاركوا فيه الأمم الأخرى؛ لأنها نتائج تجارب إنسانية عامة - كما قلنا - ومنها ما هي خاصة بهم؛ لأنها نتيجة بيئتهم ونوع معيشتهم، ومنها ما هي خاصة بطائفة من الطوائف دون عامة المصريين؛ لأنها نبعت من وسطهم وقيلت في شأن من شؤونهم، وبعض هذه الأمثال في منتهى الحكمة والدقة، وبعضها نتيجة نظر قاصر وتجربة ناقصة وعقل سخيف.
والآن نعرض لبعض الأمثال مرتبة حسب الموضوعات لا كما يفعل المؤلفون في ترتيبها حسب الحروف الأبجدية: «حمارتك العرجاء ولا سؤال اللئيم.»
وكثرت في الأيام الأخيرة الأمثال الدالة على الاستعباد والخضوع للحكام، مثل قولهم: «إن ابتليت بظالم جاريه»، «حاكمك سيدك»، «يا بخت من كان النقيب خاله»، «اللي تشوفه راكب على العصا قوله له مبارك الحصان.»
ويقول أهل الجزائر في هذا المعنى: «إذا قال سيدك ديب قل ما أعتاه» ويروون أن سيدا رأى في مزرعته حيوانا فنادى خادمه احذر الذئب، فقال الخادم: إنه ثعلب، فقال السيد: إنه ذئب، فقال الخادم: إنه ثعلب، فرفع السيد عصاه وضرب به رأس الخادم بعد أن ذهب الثعلب، فقال الخادم ما دمت تقول إنه ذئب فهو ذئب ما أعتاه، فقيل هذا المثل ... إلخ.
Bog aan la aqoon