Qaamuuska Suugaanta Mareykanka
قاموس الأدب الأمريكي
Noocyada
إدنا سان فنسنت ميلاي
MILLAY, Edna St. Vincent (1892-1950م)
أول امرأة تحوز جائزة بوليتزر في الشعر عام 1923م عن ديوانها «موال الناسج السعيد». وقد أحرزت ميلاي نجاحها في العشرينيات والثلاثينيات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، بما تميزت به الشاعرة من التعبير الغنائي عن روحها الحرة المتحدية، ونالت ثناء نقديا وعاما بسبب حنكتها التقنية في تدبيج قصائدها، ولكنها حين نحت إلى القصائد الفلسفية والسياسية في الأربعينيات، فقدت الكثير من قرائها، وعاب النقاد عليها عدم التحاقها بركب الشعر الجديد الذي قاده ت. س. إليوت ⋆
وعزرا باوند. ⋆
وقد عادت إلى بؤرة الاهتمام مجددا في الثمانينيات من القرن العشرين مع تبلور الحركة النسوية وبروز الأدب النسائي ليحتل مكانة جديدة في أمريكا. وقد تخرجت ميلاي في كلية «فاسار» العريقة، وأقامت في حي «جرينيتش فيليج» الذي يماثل الحي اللاتيني في باريس. وتعرفت هناك على نجوم الفن والأدب، وأقطاب الحداثة والتجديد. وما بين 1917 و1923م، كانت قد نشرت أربعة دواوين من الشعر؛ «النهضة وأشعار أخرى»، «حبات قليلة من التين»، «أبريل الثاني»، «الناسج وقصائد أخرى». وتركزت شخصيتها الفنية في صورة الفتاة غير التقليدية التي تعيش حياة مكثفة، حيث «تحرق شمعتها من طرفيها» كما جاء في إحدى قصائدها. واحتوت أشعارها على تحليل شامل لأنواع الحب المختلفة، في نبرة يسودها الحزن والشجن. وتصاعد نجاح «ميلاي» بدواوينها التالية، ومنها: «ظبي في الثلج» (1928م) و«المقابلة المميتة» (1931م)، وقصائدها ناضجة تزخر بالصور الشعرية الحية.
آرثر ميللر
MILLER, Arthur (1915-2005م)
واحد من أهم كتاب الدراما في أمريكا. أصدر أهم مسرحياته ما بين عامي 1947 و1968م، بدءا من مسرحية «كلهم أبنائي» (1947م). وتمثل أعماله في مجملها اهتمامه بالصراع بين الفرد والمجتمع، بين الضمير الإنساني والضغوط الاجتماعية. وهو يعالج أيضا طبيعة الذنب والحب وأهمية الأسرة بوصفها كيانا أساسيا في المجتمع المعاصر. ورغم أن مسرحياته تتسم بالواقعية الدرامية، فهو يدخل فيها تجارب التقنية التعبيرية. وقد تأثر «ميللر» بالمسرحي النرويجي المشهور «هنريك إبسن»، خاصة في تقنية كشف الأحداث السابقة عن طريق الحوار. ولكن أكثر ما أضاف إلى شهرة «ميللر»، هو انبهاره بتصوير أشخاص مسرحياته - رجالا ونساء - وهم يحاولون الخروج من أزمات أخلاقية واجتماعية عن طريق خيارات لا تمس ضمائرهم بسوء.
ومسرحية «كلهم أبنائي » تتناول الصراع بين أب وابنه حول موضوع مبدئي أخلاقي يتعلق بإخفاء الأب عيوبا في صناعة محركات طائرات حربية في أثناء الحرب العالمية الثانية، مما يهدد الطيارين. وبعد ذلك بسنتين، كتب ميللر رائعته «موت وكيل مبيعات» ⋆ (1949م)، المعروفة في بلادنا بعنوان «موت بائع جوال»، وقد فاز عنها بجائزة بوليتزر. وفي مسرحيته التالية «البوتقة» ⋆ (1953م) وهي عن محاكمات الساحرات في مدينة «سالم» الأمريكية في السنوات الأخيرة من القرن السابع عشر، وأدرج فيها إسقاطات حول مطاردة لجنة الكونجرس المعنية بالأنشطة المناهضة لأمريكا، وعلى رأسها السيناتور «جون ماكارثي»، للمفكرين والفنانين الذين قد يعتنقون أفكارا يسارية وشيوعية، وذلك في ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي . وقد مثل «ميللر» أمام اللجنة بوصفه «يساريا»، ولكنه رفض الإفصاح عن اسم أي شخص يعرف عنه ميوله «الهدامة» تلك؛ مما جعل اللجنة تدينه بازدرائها، غير أن المحكمة العليا ألغت ذلك الحكم في نهاية المطاف، وبعدها جرى انتخابه عضوا بالمعهد الأمريكي للفنون والآداب، ورئاسته لنادي القلم الدولي؛ مما يدل على قدر الاحترام الكبير الذي يكنه له زملاؤه.
وقد واصل «ميللر» ذلك الموضوع المتعلق بخيانة الأصدقاء في مسرحية «منظر من الجسر» (1955م)، وهي تحكي عن رجل ينتهك أعراف وسطه الاجتماعي - مرفأ بروكلين - حين يبلغ السلطات عن عاملين عنده من المهاجرين غير الشرعيين، بينما هو نفسه غارق في علاقة خارجة عن التقاليد. ويقوم المؤلف فيها باستكشاف المنطقة الرمادية التي تقع بين الضغوط الاجتماعية والضمير الفردي. وقد أشار بعض النقاد إلى أن «ميللر» قصد ببطل تلك المسرحية صديقه «إيليا كازان» المخرج المشهور الذي تعاون مع لجنة مكارثي سيئة السمعة.
Bog aan la aqoon