274

ما لابن أدم لا تفنى مطالبه ... يرجو غدا وعسى أن لا يعيش غدا

الأديب أبو بكر يحيى بن بقي أبقاه الله تعالى

رافع راية القريض، وصاحب أية التصريح فيه والتعريض، أقام شرائعه، واظهر روائعه، وصار عصية طايعه، إذا نظم أزرى بنظم العقود، وأتى بأحسن من رقم البرود، ضفا عليه حرمانه، وما صفا له زمانه، فصار قعيد صهوات، وقاطع فلوات، مع توهم لا يظفره بأمان، وتقلب ذهن كواهي الجمان، وقد أثبت من قوله ما يستحلى، ويتزين به الزمان ويتحلى فمن ذلك قوله: بسيط

عندي حشاشة نفس في سبيل ردى ... أن سمتها اليوم لم أمطل بها لغد

وكيف أقوى على السلوان عنك وقد ... رتبت حبك حتى شاب في خلدي

خذها وهاب ولا تمزج فتفسدها ... الماء في النار أصل غير مطرد

وله: طويل

وقالوا إلا تبكي فتلك مطيهم ... على الشهب تحمل الوانس كالدما

لئن بعدت مني الدموع تغامزوا ... وقالوا سلا أو لم يكن قبل مغرما

فهلا أقاموا كالبكاء تنهدي ... إذا ما بكى القمري قالوا ترنما

وله: كامل

عاطيته واليل يسحب ذيله ... صهباء كالمسك الفتيق لناشق

حتى إذا مالت به سنة الكرى ... زحرحته شيئا وكان معانقي

أبعدته عن أضلع بشياقة ... كيلا ينام على وساد خافق

وله: طويل

إلى الله أشطوها نوى أجنبية ... لها من أبيها الدهر شيمة ظالم

إذا جاش صدر الأرض بي كنت منجدا ... وأن لم يجش بي كنت بين التهائم

أكل بني الآداب مثلي شائع ... فأجعل ظلمي أسوة في المظالم

ستبكي قوافي الشعر ملء جفونها ... على عربي ضاع بين أعاجم

وله من قصيدة: طويل

هو الشعر أجرى في ميادين سبقه ... وأفرج من أبوابه كل مبهم

وسل أهله عني هل امتزت منهم ... بطبعي وهل غادرت من متردم

سلكت أساليب البديع فأصبحت ... بأقوالي الركبان في البيد ترتمي

Bogga 278