Qaahiro
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Noocyada
وبقاياه ما زال حتى الآن ممارس في بعض الحرف وبخاصة الورش الفردية لإصلاح السلع المعدنية والسيارات، وإن كان مقدرا أن خريجي المدارس الفنية سوف يحلون محل هذا النظام التقليدي تدريجيا.
والذي يهمنا في موضوع البنية الاجتماعية أن الكثير من أصحاب الورش والتجار كانوا يسكنون مع عمالهم في حارة أو حي واحد، بحيث إن الروابط المكانية كانت تجمعهم بغض النظر عن الوضع المالي. صحيح أن بيوت أصحاب العمل كانت أكبر وأفخم لكن الشعور بالتساند كان سمة غالبة في حياة القاهرة. وما زال بعض المعلمين يسكنون جوار ورشهم، لكن العمال يأتون من أحياء مختلفة، ولكن غالب الأسطاوات والمعلمين الكبار أصبحوا الآن «رجال أعمال» يقيمون في الأحياء المترفة وصلتهم بالعمال محدودة وغير مباشرة - مجلس الإدارة، وصور شتى من الإعلام - فلم يعد هناك تفاعل جماعي كما كان في الماضي القريب.
الصحة والتعليم
لعلنا نختتم هذه الفترة من حياة مدينة القاهرة بالتأكيد على اهتمام الولاة والحكام ببناء المارستانات والكتاتيب والأسبلة والحمامات، وغير ذلك من احتياجات المدن الكبرى.
المارستانات: من السرد التاريخي نجد أن هذه المستشفيات قد بنيت غالبا في عصور مصر المستقلة. فلم نعرف للآن أن ولاة مصر في عهد الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين قد بنوا مثل هذه المؤسسات الصحية العامة.
وأول من بنى مارستانا في مصر كان أحمد بن طولون نحو سنة 874م؛ أي بعد ست سنوات من توليه حكم مصر، وكان موقعه في مدينة القطائع، ويقول المقريزي: إنه صرف على بنائه 60 ألف دينار، وعمل له حمامين للرجال والنساء، والغالب أن ابن طولون في ذلك قد حاكى مارستان بغداد، وتلاه كافور الإخشيد بمارستان في الفسطاط نحو سنة 957م. ولم ينقض وقت طويل حتى أنشأ الفاطميون في مدة حكم العزيز بالله «الربع الأخير من القرن العاشر» مارستان القاهرة جنوب القصر الصغير.
وبنى صلاح الدين مارستانا في القاهرة للمرضى والضعفاء، ويقول المقريزي: إنه استخدم له أطباء وطبائعيين وجراحين ومشرفين وعمالا وخدما، وخصص له 200 دينار شهريا، كما أمر بفتح المارستان القديم ، وخصص له طبيبا وعاملا ومشرفا وعشرين دينارا شهريا؛ بمعنى أنه أصبح بالقاهرة مستشفيان لأول مرة!
وأشهر مارستانات القاهرة: المارستان المنصوري المعروف حتى الآن باسم مستشفى قلاوون، نسبة إلى السلطان المنصور قلاوون (1279-1290) وكان جزءا من القصر الصغير، فأقام فيه مدرسته وجامعه ومارستانه. رتب المنصور العقاقير والأطباء وسائر ما يحتاجه المرضى، وجعل فيه فراشين من الرجال والنساء، وكانت به قاعات متخصصة؛ واحدة للرمد وأخرى للجراحة وثالثة لأمراض الجهاز الهضمي، وقسم خاص لإقامة النساء، ومطبخ الأطعمة، ومخزن الأدوية والأشربة العلاجية - أجزاخانة - ومكتبة طبية، ومعمل كيميائي، وجوقة موسيقى ومنشدين، ومن يقصون السير التاريخية البطولية وغير ذلك كجزء من العلاج والترفيه، فياللتقدم في المفاهيم العلاجية في ذلك الوقت المبكر!
46
وتلاه مارستان أنشأه المؤيد شيخ (1413-1421) قريب من القلعة، وأنشأ عبد الرحمن كتخدا إسبتاليا للنساء في جهة تحت الربع بباب الخلق في القرن 18م.
Bog aan la aqoon