فقال مأمون رضوان: ما كان عمر بن الخطاب يتردد عن رجمه!
فقال أحمد بدير ساخرا: دعنا من عمر، إن مجتمعنا يستطيع أن يهضم هذا الوزير وأمثاله إذا أساغه بشيء من النسيان، وسوف يقبع عاما أو عامين أو أكثر في نادي محمد علي، وعسى أن تخرجه غدا المظاهرات الوطنية عن عزلته، وتحمله كالأبطال إلى الوزارة مرة أخرى، فيعيد سيرته الأولى، أو يلعب دورا جديدا، ومن يعش يره .
فقال مأمون رضوان ممتعضا: حقيقة المسألة أني أرى الخير متعلقا بجوهر الروح، وتريانه، أو يراه الأستاذ، تابعا للرغيف؛ فإذا حسن توزيع الرغيف محق الشر ...!
فقال علي بلهجة لم تخل من حدة: إني لا أوافق على هذا الوضع للمسألة، وإنك لتعلم بأني أهيم بلذات الروح، وليس المجتمع الذي نحلم به بخال من الشر؛ فلا خير في مجتمع يخلو من نقص يحث على الكمال، ولكن المجتمع الذي نحلم يه يمحو شرورا نراها في وضعنا الحالي ضربا من القضاء والقدر.
وهنا ضحك أحمد بدير ضحكا عاليا، وقال: لماذا تتعجلان المعركة ولما يأزف موعدها؟!
وابتسم الرفاق، الأصدقاء الأعداء، وتبادلوا نظرة ذات معنى، وكأنهم يتساءلون معا: ماذا تخبئ لنا أيها الغد؟!»
Bog aan la aqoon