وقال أحمد عاصم: يقولون إن سيئ الحظ في القمار سعيد في الحب.
فقالت فتاة مبتسمة: ذلك لأن سيئ الحظ في القمار لا يعرف الغش!
وقال شوكت مرة أخرى: إن أعجب مقامرة شاهدتها في حياتي كانت مقامرة شاب بعشيقته!
فلاح الاهتمام في وجوه الجميع، وسأله كثيرون: حقا؟ ... وكيف كان ذلك؟
فأجاب الشاب الثمل قائلا: إنه صديق حميم، وقد اصطحب يوما عشيقته إلى ناد خاص من أندية القمار، فخسر جميع نقوده، وكانت الخمر قد لعبت برءوس الجميع، فاقترح عليه سكران أن يقامر بعشيقته على كل خسارته؛ فإما استرد نقوده وإما خسر عشيقته، فقبل الاقتراح وقامر عليه، وخسر عشيقته ... - وهل رضيت المرأة؟!
كانت في حالة سكر بين، وقد انتقلت ملكيتها إلى الرابح، أو - وهو الأصح - انتقلت ملكيته إليها. - من عسى أن يكون ذلك الصديق؟ - أما هذا فلا؛ لأن أحد الطرفين موجود بيننا.
وتبادلت الأعين نظرات الإنكار، وابتسمت الثغور في ريب، ولاح الفضول في جميع الوجوه خاصة النساء، وسألت إحسان عفت بك: من هذا المقامر يا ترى؟
فسر الشاب بسؤالها وفسره على هواه، ثم قال: لا يدري ذلك إلا الأستاذ شوكت، ولعله لا يدريه أيضا. - أيعجبك هذا النوع من القمار؟
فقال كالساخط: أنا لا أقامر بمن أحب ...
وأدركت أنها تكلمت أكثر مما ينبغي، وأجمعت على ألا تشرب غير كأسها الثالثة، ودارت رءوس ورءوس ، فتشاحن زوجان علانية وتبادلا السباب، وكاد الأستاذ حسني شوكت يفقد صوابه، وانتشى محجوب عبد الدائم، ولعبت الخمر بعقله فتناسى همومه، وأكب على الحديث والضحك.
Bog aan la aqoon