فلاح التساؤل في وجه محجوب وتمتم: حقا؟! - أجل، هو صديقنا الأستاذ علي طه ...
وقلقت عيناه الجاحظتان، ولاحت فيهما نظرة متجهمة ، ثم داراها بالدهشة وقال متعجبا: علي طه!
فقال أحمد بدير: إنه شاب جسور مثالي، فسرعان ما ضاق ذرعا بمكتبة الجامعة، واتفق مع بعض زملائنا على إصدار مجلة أسبوعية للدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي ... - والماجستير؟
فقال أحمد بدير: قال لي: لندع البحث للباحثين، ولنركز همنا فيما هو أجل، وليكن جهادنا كله لمصر، وكيف تحول من أمة عبيد إلى أمة من الأحرار ...
فتفكر محجوب عبد الدائم مليا دون أن يبدو على وجهه شيء، ثم قال: الواقع أن الأستاذ علي طه ذو طبيعة عملية؛ فهو لا يصلح للتفكير العلمي النظري ...
فلحظه الصحافي بنظرة حادة، وقال: هذا لا يعيبه؛ الطبيعتان على اختلافهما جليلتان، والحق أن صديقنا شاب مخلص متحمس، ولقد ركل الحياة المطمئنة ليدعو إلى مثله العليا على ما في ذلك من مشقة وخطورة؛ فليست مبادئ صاحبنا بالمبادئ التي يأمن معها الصحافي على نفسه، وربما تعرض لسفاهة السفهاء، وتهجم الجهلاء المتعصبين، وربما سيق إلى ما هو أخطر من ذلك جميعا. ما عسى أن ينتظر من يدعو إلى الإيمان بالعلم والمجتمع والاشتراكية؟
ولم يجب محجوب، ولكنه تساءل: وهل صدرت المجلة؟ - تصدر في أوائل هذا الشهر.
فقال محجوب بعد تردد: وكيف جاء بالمال اللازم لمثل هذا المشروع؟ - أعطاه والده مائة جنيه ...
فتساءل محجوب كالساخر: وهل يؤمن ذلك الوالد الموسر بالاشتراكية؟
فضحك بدير وقال: لعل الرجل يعد مشروع المجلة عملا تجاريا، فأعانه بما في وسعه وهو وشأنه بعد ذلك ...
Bog aan la aqoon