فآلمه ذلك، وقال مداريا عواطفه بالابتسام: كنتما صغيرين، أما أنا فكنت في الثامنة ...
فهز فاضل رأسه مبتسما وسأله: وهل انتهيت من الدراسة؟
ترى هذا السؤال من تقاليد الأسر الأرستقراطية؟! وأجاب: سأنتهي في مايو. - أية كلية؟ - الآداب ...
فقال فاضل بلهجته الرفيعة: نحن سعداء إذ وجدنا قريبا مثلك.
فقال على الفور: وأنا أسعد؛ لأني وجدت قريبين.
وكانت تحية تتفحصه بعينين أنثويين، فقالت لمجرد الرغبة في الحديث كما يقضي الأدب: لم نزر القناطر منذ تركناها .
وارتبك محجوب على غير عادته، هل يدعوهما لزيارة القناطر ومشاهدة البيت ذي «الحديقة» التي كانوا يلعبون فيها؟! بيد أن فاضل أنقذه من ورطته بأن قال موجها خطابه لشقيقته بلهجة ساخرة: وهل زرت القاهرة التي تعيشين فيها؟ أنت لا تعرفين إلا الصالونات والسينما.
فابتسمت تحية وقد تورد وجهها وقالت: يا لك من مغال ساخر! ألا تعلم أني أعرف القاهرة جميعا حتى دار الآثار والأهرام زرتها كالسائحين ...؟!
فخطر لمحجوب خاطر بديع فقال على الفور وقد خلص من ارتباكه: دار الآثار والأهرام باتت مناظر مملولة، هل زرت الحفريات الجديدة؟!
فتساءلت تحية ملتفتة إلى المتكلم: الحفريات الجديدة؟!
Bog aan la aqoon