كررت ماريون، وصوتها يختنق من الاستياء: «غني.» «أي شخص لديه أكثر من ست مدفآت يعد غنيا. دعونا من هذا. إن لم تكن أصابتكما صدمة شديدة تمنعكما عن التفكير، فلتفكرا. نحن متأكدون من أن الفتاة لم تذهب قط إلى منزل فرنتشايز، وأنه لم يكن بوسعها ...» لكن ماريون قاطعته.
سألته: «هل أنت متأكد من ذلك؟»
قال روبرت: «أجل.»
تبدد من عينيها المتحديتين نظرة التحدي، فغضت بصرها.
وقالت بهدوء: «شكرا لك.» «إذا لم تكن الفتاة قد ذهبت إلى هناك مطلقا، فكيف تمكنت من رؤية المنزل؟! لقد رأته بالفعل بطريقة ما. ومن المستبعد تماما الاعتقاد بأنها كانت تكرر فحسب وصفا أعطاه لها شخص آخر ... كيف تمكنت من رؤيته؟ أقصد، بشكل طبيعي.»
قالت ماريون: «بإمكانك رؤيته، حسب ظني، من الطابق العلوي لإحدى الحافلات.» ثم تابعت قائلة: «لكن لا توجد حافلات ذات طابقين على طريق ميلفورد. أو من أعلى شحنة قش. لكنه توقيت غير مناسب من السنة للقش.»
علقت السيدة شارب بصوت محشرج: «ربما كان توقيتا غير مناسب للقش، لكن لا يوجد موسم محدد لبقية حمولات الشاحنات. كنت أرى شاحنات محملة ببضائع مثلها كمثل القش.»
قالت ماريون: «أجل.» ثم أضافت قائلة: «لنفرض أن ما وصل الفتاة لم تكن سيارة، وإنما شاحنة.» «هناك أمر واحد يعارض هذا الافتراض. إن كانت الفتاة أوصلتها شاحنة فعلى الأرجح ستجلس في المقصورة، حتى لو وصل الأمر أن تجلس على ركبة أحدهم. فلم يكونوا ليجلسوها أعلى الحمولة. لا سيما أن الجو كان ممطرا في المساء، كما لعلك تتذكرين ... ألم يأت أحد قط إلى منزل فرنتشايز ليسأل عن الطريق، أو ليبيع شيئا، أو ليصلح شيئا - شخص من المرجح أن الفتاة كانت معه، حتى ولو في الخلف؟»
لكن لم يحدث ذلك؛ فهما واثقتان أنه لم يكن قد أتى أحد، في المدة التي كانت تقضي فيها الفتاة إجازتها. «سنعتبر من البديهي إذن أن ما عرفته عن منزل فرنتشايز كان بسبب وقوفها على ارتفاع عال بما يكفي في ظرف ما لترى من فوق السور. ربما لن نعرف أبدا متى أو كيف، وربما لن نتمكن من إثباته إذا عرفنا بالفعل. ولهذا لا بد أن تكرس جل جهودنا، ليس في إثبات أنها لم تكن في منزل فرنتشايز، وإنما في إثبات أنها كانت في مكان آخر.»
سألت السيدة شارب: «وما فرصة حدوث ذلك؟»
Bog aan la aqoon