فإن رأى أنه منبطح، فإنه يذهب ماله ومقدرته وبطشه، ولا يدري ما يجري عليه، لأن المنبطح يكون وجهه في الأرض فلا يدري ما وراءه.
فإن رأى أنه استلقى وخرج من فمه رغفان، وفمه مفتوح كالبثور، فقد انتقض عليه أمره واستأكله الذي أخرج الرغفان من فيه.
وأما الإقرار، فمن رأى أن إنسانا أقر له بالعبودية، فإنه يقر له بعداوة. فإن رأى كأنه اعترف بظلمه نفسه، رزق عزا وجاها في الدنيا، وتوبة من الذنوب، لقول الله تعالى : (رب إني ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له)؛ وقوله عز ذكره: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
فإن رأى أنه أقر بقتل نفس نال ولاية أو خلافة أو نقذ في رسالة عن ملك، وأمن، لقول الله عز ذكره: (رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون) إلى قوله : (سنشد. عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا [57/ ب] فلا يصلون اليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون)(5.
وأما الإعارة، فمن رأى أنه استعار شيئا أو أعاره، فإن كان محبوبا ذلك الشيء، فإنه ينال خيرا موافقا لا يدوم، وإن كان مكروها فإنه كراهة لا تدوم؛ لأن العارية شىء لا يبقى .
وقيل : من استعار من رجل دابة قال المعبر : يحتمل مؤونة المستعير.
وأما الإمهال : فهو عذاب ، لقوله تعالى: (فمهل الكافرين أمهلهم رويدا). ومن رأى أنه أمهل رجلا، وكان شاهده رجلا، ويكون المهل مع
Bogga 394