يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا".
٣٧ - وفي السنن (١) عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: "أتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة
_________
(١) الترمذي (٤/٦٢٧)، ٣٨ - كتاب صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة ١٣ - باب منه، حديث (٢٤٤١) قال: حدثنا هناد، حدثنا عبدة، عن سعيد عن قتادة عن أبي المليح عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: قال رسول الله ﷺ "أتاني آت ... " فذكر الحديث. وأحمد (٦/٢٨) في قصة طويلة نوعًا ما من طريق أبي عوانة عن قتادة به. قال الترمذي عقب رواية الحديث وقد روى عن أبي المليح، عن رجل آخر من أصحاب النبي ﷺ ولم يذكر عن عوف بن مالك، وفي الحديث قصة طويلة، حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك، عن النبي ﷺ نحوه. وهذا الاختلاف على أبي المليح بين قتادة ومن أشار إليه الترمذي لا يضر للأسباب الآتية:
أولًا: أن قتادة حافظ. فاحتمال وهمه بذكر عوف بن مالك بدلًا من صحابي آخر ضعيف جدًا.
ثانيًا: أن مخالفه مجهول، فيحتمل أن يكون ضعيفًا كما يحتمل أن يكون هو الواهم على أبي المليح بذكر الصحابي الآخر.
ثالثًا: وهو مؤيد لحفظ قتادة أن ابن ماجه روى في سننه (٢/١٤٤٤)، ٣٧ - كتاب الزهد ٣٧ - باب ذكر الشفاعة، حديث (٤٣١٧) عن هشام بن عمار، حدثنا صدقة ابن خالد، حدثنا ابن جابر (يعني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر) قال: سمعت سليم بن عامر، سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول ... وذكر الحديث نحوه.
وله شاهدان:
أولًا: حديث أبي موسى الأشعري ﵁ عن النبي ﷺ قال: "أتاني آت من ربي ﷿ فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، فقالا (يعني هو ومعاذ): ادع الله ﷿ أن يجعلنا في شفاعتك، فقال: "أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئًا في شفاعتي". رواه أحمد (٤/٤٠٤) حدثنا عفان ثنا حماد يعني ابن سلمة، نا عاصم عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي ﷺ. وقد صححه الشيخ الألباني بناء على رواية الترمذي عن عوف بن مالك وحديث أبي موسى هذا. انظر صحيح الجامع (١/٧٢) رقم (٥٦) .
ثانيًا: حديث عبد الله بن عمر عن النبي ﷺ قال: "خيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى". رواه الإمام أحمد (٢/٧٥)، من طريق =
1 / 18