١٦ - وقوله هنا ﷺ لا أملك لك من الله شيئًا كقول إبراهيم لأبيه (٦٠:٤): ﴿لأستَغْفرَن لَكَ ومَا أمْلكُ لكَ منَ الله منْ شَيءٍ﴾ .
١٧ - وأما شفاعته ودعاؤه للمؤمنين فهي نافعةٌ في الدنيا والدين باتفاق المسلمين، وكذلك شفاعته للمؤمنين يوم القيامة في زيادة الثواب ورفع الدرجات متفق عليها بين المسلمين.
وقد قيل إن بعض أهل البدعة ينكرها.
١٨ - وأما شفاعته لأهل الذنوب من أمته فمتفق عليها بين الصحابة والتابعين بإحسان وسائر أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم.
١٩ - وأنكرها كثير من أهل البدع من الخوارج (١) والمعتزلة والزيدية، وقال هؤلاء: من يدخل النار لا يخرج منها لا بشفاعة ولا غيرها، وعند هؤلاء ما ثمَّ إلا من يدخل الجنة فلا يدخل النار، ومن يدخل النار فلا يدخل الجنة، ولا يجتمع عندهم في الشخص الواحد ثواب وعقاب.
٢٠ - وأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر الأئمة كالأربعة وغيرهم فيقرّون بما تواترت به الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ أن الله يخرج من النار قومًا بعد أن يعذبهم الله ما شاء أن يعذبهم، يخرجهم بشفاعة محمد ﷺ ويخرج آخرين بشفاعة غيره، ويخرج قومًا بلا شفاعة (٢) .
_________
(١) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ص ٨٦، ٢٧٤.
(٢) راجع صحيح مسلم ١ - كتاب الإيمان من حديث (٢٩٩ - ٣٤٦) ج (١/١٦٣ - ١٩٠) .
1 / 11