يتفاضلون في الكفر كما يتفاضل أهل الإيمان في الإيمان، قال تعالى (٩: ٣٧): ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾، فإذا كان في الكفار من خف كفره بسبب نصرته ومعونته، فإنه تنفعه شفاعته في تخفيف العذاب عنه، لا في إسقاط العذاب بالكلية، كما في صحيح مسلم (١) عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت: يا رسول الله فهل نفعتَ أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار"، وفي لفظ: إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك ويغضب لك فهل نفعه ذلك؟ قال: "نعم، وجدته في غمرات من نار فأخرجته إلى ضحضاح" (٢)، وفيه عن أبي سعيد أن رسول الله ﷺ ذُكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منهما دماغه" (٣) وقال: "إن أهون أهل النار عذابًا أبو طالب، وهو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه" (٤) .
٧ - وكذلك ينفع دعاؤه لهم بأن لا يعجل عليهم العذاب في
_________
(١) كتاب الإيمان ٩٠ - باب شفاعة النبي ﷺ لأبي طالب، حديث (٣٧٥)، والحديث في البخاري ٦٣ - مناقب الأنصار، ٤٠ - باب قصة أبي طالب، حديث (٣٨٨٣)، ٧٨ - كتاب الأدب حديث (٦٢٠٨) . وفي مسند أحمد (١/٢٠٦، ٢٠٧، ٢٠٨) . كلهم من طريق عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس ﵁ مرفوعًا.
(٢) صحيح مسلم الباب السابق ذكره حديث (٣٥٨) .
والضحضاح أصله الماء القليل القريب القعر ثم استعير للقليل من النار، اللسان (٢/٥١٤) .
(٣) مسلم الباب السابق حديث (٣٦٠) وباب إن أهون أهل النار عذابًا، حديث (٣٦٢) .
1 / 3