فقلت: لم يبق إلا رئيس الجمهورية، والعهد بصاحب الفخامة، أنه لا يفكر بهذه الصغائر.
فقال: ضهري علمي واستحقاقي.
فقلت: هذه أعجوبة يا أخي، وأنا لا أؤمن بالعجائب!
فقال: سماع يا سيدي، لقد نضحت بزوفى الواسطة المزدوجة، فطهرت وابيضيت، أكثر من الثلج، كما قال داود. ثم أين يجدون مثلي غنمة قرعاء، لا تنطح، ورجلا، يربط الحمار، حيث يريد صاحبه!
عدد النواب
ترى، هل تكون زيادة عدد النواب غير زيادة عدد: 44 - 55 - 88 - 120.
هكذا يقولون. كل واحد يقطع حلاوة على قد أضراسه، فالطامحون أكثر من الهم على القلب. أما العلم؛ فهو عند اثنين: واحد لا نراه، وثان كنا نراه، قبل أن استوت السفينة على الجودي، وتوارت الشمس بالحجاب ...
وبعد، فماذا تنفع الزيادة بل ما نفع الانتخاب؟ ما زال أجرأ ناخب يجيب من يزوره: أمهلنا حتى نرى اتجاه المالكين سعيدا ... وما زال ذلك، كذلك، فما حاجتنا إلى الانتخاب، وإنفاق أموال المكلف اللبناني، وسفك الدماء؟!
لقد ماتت إقطاعية الأمراء والمشايخ وفرخت على كعبها إقطاعية دستورية. أليس لكل نائب حصة في الميزانية!؟ ألا يتداخل النائب في الكبائر والصغائر في منطقته؟ وإذا لم يستجب طلبه، هدد الحاكمين بنزع الثقة.
أما أراد تلميذي الطيب، الجريء، إميل البستاني، أن يخفف من حدة هذه السيطرة، ويجعل الحكم على مستوى عال، فكان أن تدهور كجلمود صخر حطه السيل من عل.
Bog aan la aqoon