273

Qabas Fi Sharh Muwatta

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

Baare

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

Daabacaha

دار الغرب الإسلامي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٢ م

Noocyada

يوم القيامة به، فعلى العبد أن ينفي ذلك عن قلبه وأن ينوي بعمله الدار الآخرة خاصة بأن يسَّر الله تعالى له في هذه الدار أملًا فذلك فضله يؤتيه من يشاء، ولما استنكر عمر بن الخطاب، ﵁، على رسول الله ﷺ، أن ينام على سرير منسوج بالحبال ليس بينها وبين جنبه حجاب حتى أثرت في جنبه فقال له: "أَوَ في شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابَ أُولَئِكَ قُوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتهِمْ في حَيَاتِهِمْ" (١) ورأى عمر بن الخطاب، ﵁، جابرَ (٢) بن عبد لله وقد اشترى لحمًا (٣) بدرهم فقال أما تخاف قول الله: ﴿أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا﴾ (٤). وأما قوله: "غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" فعلى نحو ما سبق بيانه من تنزيل الصغائر مع الكبائر في باب الموازنة والإسقاط للحبط، ومن معظم فضائله قوله ﷺ: "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتَحَتْ أَبْوَابُ الْجَنةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفّدَتِ الْشَياطِينُ وَنَادَى مُنَادٍ يَا بَاغِي الخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا بَاغِي الشَّرِ أقْصِرْ (٥).

(١) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب المظالم باب الغرفة والعلية المشرفة وغير المشرفة وغيرها ٣/ ١٧٤، ومسلم في كتاب الطلاق باب الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن ٢/ ١١٠٥، وقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ﴾ ٢/ ١١٠٥، والترمذي ٥/ ٤٢٠، ٤٢٣، وأحمد ١/ ٣٣ - ٣٤ كلهم من رواية ابن عباس عن عمر بن الخطاب. (٢) في (م) جرير وهو خطأ. (٣) رواه الحاكم في المستدرك ٢/ ٤٥٥ من رواية ابن عمر وسكت عليه، وقال الذهبي: فيه القاسم بن عبد الله واه، وقال الحافظ: القاسم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري متروك رماه أحمد بالكذب ت ٢/ ١١٨. وقال في ت ت قال أحمد: كذاب، وقال النسائي وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان والأزدي: متروك، مات سنة ١٦٠ هـ. ت ت ٨/ ٣٢٠، وانظر الكامل ٦/ ٢٠٦١، الميزان ٣/ ٣٧١. درجة الحديث. ضعيف. (٤) سورة الأحقاف آية ٢٠. (٥) الحديث رواه مسلم في كتاب الصيام باب فضل شهر رمضان ٢/ ٧٥٨ وذلك من أوله إلى قوله: (وَصُفِّدَتِ الشَيَاطِينُ) ورواه الترمذي ٣/ ٦٦ من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هُرَيْرة باللفظ الذي ساقه الشارح، ورواه ابن ماجه ١/ ٢٥٦، من نفس الطريق. أقول: رواية الترمذي وابن ماجه فيها أبو بكر بن عياش ثقة، إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح من السابعة. مات سنة ١٩٣ وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين وقد قارب المائة، وروايته في مقدمة صحيح =

1 / 279