Provision for the Caller to God
زاد الداعية إلى الله
Daabacaha
دار الثقة للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
Goobta Daabacaadda
مكة المكرمة
Noocyada
* وتأمل أيها الداعية لله قول الله تعالى: ﴿عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ أي على بصيرة في ثلاثة أمور:
الأول: على بصيرة فيما يدعو إليه، بأن يكون عالمًا بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه؛ لأنه قد يدعو إلى شيء يظنه واجبًا، وهو في شرع الله غير واجب فيلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به، وقد يدعو إلى ترك شيء يظنه محرمًا، وهو في دين الله غير محرم فيحرم على عباد الله ما أحله الله لهم.
الثاني: على بصيرة في حال الدعوة ولهذا لما بعث النبي ﷺ، معاذًا إلى اليمن قال له: «إنك ستأتي قومًا أهل كتاب» (١) . ليعرف حالهم ويستعد لهم. فلابد أن تعلم حال هذا المدعو ما مستواه العلمي؟ وما مستواه الجدلي؟ حتى تتأهب له فتناقشه وتجادله، لأنك إذا دخلت مع مثل هذا في جدال وكان عليك لقوة جدله صار في هذا نكبة عظيمة على الحق وأنت سببها، ولا تظن أن صاحب الباطل يخفق بكل حال فإن الرسول ﷺ، قال: «إنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع» (٢) فهذا يدل على أن المخاصم وإن كان مبطلًا قد يكون ألحن بحجته من آخر فيُقضى بحسب ما تكلم به هذا المخاصم فلابد أن تكون عالمًا بحال المدعو.
الثالث: على بصيرة في كيفية الدعوة قال الله تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَدِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ . (النحل: ١٢٥) .
* وبعض الناس قد يجد المنكر فيهجم عليه، ولا يفكر في العواقب الناتجة عن ذلك لا بالنسبة له وحده، ولكن بالنسبة له ولنظرائه من الدعاة إلى الحق، لذا يجب على الداعية قبل أن يتحرك أن ينظر إلى النتائج ويقيس، قد يكون في تلك الساعة ما يطفي لهيب غيرته فيما صنع، لكن سيخمد
_________
(١) أخرجة البخاري كتاب الزكاة باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد إلى الفقراء حيث كانوا (١٤٩٦) ومسلم كتاب الإيمان باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام (٣١) (١٩)
(٢) رواه البخاري كتاب الشهادات باب من أقام البينة بعد اليمين (٢٦٨٠) كتاب الحيل باب (٦٩٦٧) كتاب الأحكام باب موعظة الإمام للحضرم (٧١٦٩) ومسلم كتاب باب بيان أن حكم الحاكم لا يغير الباطن (١٧١٣)
1 / 12