Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah
أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة
Daabacaha
جامعة المدينة العالمية
Noocyada
وقد سبق أن ذكرت أن: «أسعد الناس بشفاعة النبي ﵌ من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه» فاشترط الإخلاص.
الشرط الرابع: الصدق المنافي للكذب، وذلك بأن يقول هذه الكلمة صادقًا من قلبه، والصدق هو أن يواطئ القلب اللسان؛ ولذا قال الله تعالى في ذم المنافقين: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ (المنافقون: ١) فوصفهم سبحانه بالكذب؛ لأن ما قالوه بألسنتهم لم يكن موجودًا في قلوبهم.
وقال ﷾: ﴿الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (العنكبوت: ١: ٣).
وثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه- عن النبي ﵌ أنه قال: «ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله صادقًا من قبله إلا حرمه الله على النار».
الشرط الخامس: المحبة المنافية للبغض والكره، وذلك بأن يحب قائلها الله ﵎ ويحب رسوله، ويحب دين الإسلام والمسلمين القائمين بأوامر الله الواقفين عند حدوده، وأن يبغض من خالف لا إله إلا الله وأتى بما يناقضها من شركٍ وكفرٍ، وممّا يدل على اشتراط المحبة في الإيمان ما جاء في قول الله ﵎: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ (البقرة: من الآية: ١٦٥) وفي الحديث: «أوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله».
الشرط السادس: القبول المنافي للرد، فلا بد من قبول هذه الكلمات قبولًا حقًّا بالقلب واللسان، وقد قص الله علينا في القرآن الكريم أنباء من سبق ممّن أنجاهم لقبولهم
1 / 146