172

Principles of Da'wah and Its Methods 2 - University of Madinah

أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة

Daabacaha

جامعة المدينة العالمية

Noocyada

لقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب:٢١]. وقد كانت أفعاله ﷺ تطابق أقوالَه، وظلَّت حياته ﷺ كتابًا منظورًا يشاهده المسلمون بحواسهم ويرصدونه بأفئدتهم، ويروون هذه الأخبار والأحوال؛ فتلقاها الرواة الثقات العدول، حتى تم تدوين ذلك، في أوائل القرن الثَّاني الهجري، مما يؤصِّل المنهج الحسي للدَّعوة إلى الله. ٣ - تأييد الله للأنبياء والمرسلين بالمعجزات الحسية: كعصا موسى، وناقة صالح، وكنزع خاصية الإحراق من النار التي أُلقي فيها إبراهيم ﵇، وكمعجزات عيسى ﵇، كانت معجزات حسِّيَّة. هذا بجانب معجزات الرَّسول ﷺ فقد أيَّده الله بمعجزات حسية، شاهدها الصحابة، كانشقاق القمر، وتسبيح الحصى، والبركة في الطعام، ونبع الماء من بين أصابعه ﷺ وردِّ عين أبي قتادة ﵁ وغير ذلك من المعجزات الحسِّيَّة، بجانب المعجزة المعنويَّة الكبرى: القرآن الكريم. ممَّا يؤكد على أهمية المنهج الحسي، في الدَّعوة إلى الله. رابعًا: اعتبر الإسلام درء المنكرات ودفع المعاصي باليد أو باللسان أو بالقلب، من الأمور المقرَّرة شرعًا، وينبغي على الأمة أن تقوم بهذا الأمر، قال ﷺ: «مَنْ رأى منكم منكرًا؛ فليُغَيِّرْه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» رواه البخاري. فاشتراك حاسة اللسان مع جارحة اليد مع مشاعر القلب بالكراهية لمرتكبي المنكر وفي هذا إبراز لفاعلية المنهج الحسي.

1 / 192